شعراء القطيف (المرهون)

img

{89} الملاّ أحمد آل خميس

المولود ـ سنة 1352

هو الخطيب الأديب الملاّ أحمد بن منصور بن علي بن كاظم آل خميس السيهاتي القطيفي، المتولّد سنة (1352) من أبوين كريمين قاما بتربيته أحسن قيام، وعقدا عليه أملهما الكبير جرياً على عادة الآباء والاُمّهات بالنسبة إلى الأبناء، فما برحا يرعيانه بعين العناية حتّى بلغ، فبلغت معه مؤهّلاته للتقدّم، فجاء عبقرياً فذّاً في كل ما اُوتي من مواهب ممّا يكون عليه أماثل الرجال. فحقّق اللّه آمال أبويه فيه، بل آمال أهل بلاده سيهات؛ إذ وجدت منه شخصية لها أهميتها في المجتمع، ومكانتها في دنيا الخطابة والأدب، فلنستمع إليه يقول:

في مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

كعبة النور بالقداسة سودي *** بعلي علوت كعب السعودِ

كنت للشمس مطلعاً ولاُمّ الـ *** ـشمس ملجا وقبلة المولودِ

حين لاذت بسترك اللبوة الغرّ *** اء اُمّ الأشبال بنت الاُسودِ

دعت الله فاطم يا رجائي *** أنت ربّي يا اُنس كلّ وحيدِ

أولِني منك نسمة من شفائي *** وتكرّم عليّ ياذا الجودِ

فإذا رجّة من البيت دوّت *** بانشقاق من الجدار الوطيدِ

ضمّت الكعبة النجود انضمام الـ *** ـزهر في برعمات الورودِ

ثم أرخت ستارها وعليها *** مسحة من جلالة المعبودِ

نعست برهة من الوقت حتّى *** سمعت صوت معلن التوحيدِ

قال اَللّه‏ أكبر بكر لفظ *** قاله وهو محرم للسجودِ

شعّ نور قدسيُّ والتقط النو *** ر مثالاً لكل من في الوجودِ

فإذا المروتان زادا جمالاً *** وإذا البيت في زهاء العيدِ

وإذا بالحمام يسجع بالتطـ *** ـريب لحناً كشبه لحن العودِ

والهزار الغريد غرد بالبشـ *** ـرى وطاف الآفاق بالتغريدِ

فاستضاءت اُم القرى وأثارت *** هضبات الحجاز بل كلّ بيدِ

وترى القفر عاد روضاً بزهر *** فنرى الأقحوان أسنان غيدِ

وتغنى خليجنا العربي الـ *** ـسمح والخط أزهرت بالبنودِ

يا لواء الإسلام أنت لواء *** رفرف النصر فوقه بسعودِ

عشقت نفسك المكارم حتّى *** حلقت في سما الإبا والصعودِ

نلت نفساً أبيه وثباتاً *** حينما الحرب تصطلي بالجنودِ

يا علي الحياة حيّيت مجداً *** ونفوساً حرّرتها من قيودِ

لم تزل ناصحاً وفيصل عدل *** وعماداً ورشد كلّ رشيدِ

وإماماً للمصلحين ونهجاً *** وعذاباً لكلّ رجس عنيدِ

يا وليداً ببطن كعبة بيت الـ *** ـلّه يا خير ناشئ ووليدِ

كعبة القدس فافخري بعلي *** فبه قد علوت هام السعودِ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة