شعراء القطيف (المرهون)

img

{82} الشيخ مجيد العوامي[1]

المتولّد سنة (1344) ه

هو الفاضل العلاّمة الشيخ مجيد نجل العلاّمة الشيخ علي ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ محمّد ابن الشيخ عبد اللّه العوامي القطيفي، المولود بالتاريخ المذكور من أبوين كريمين شريفين قاما بتربيته أحسن قيام. نشأ في أحضان العلم، وشرب من نميره الصافي؛ إذ كان أبوه وجده وكثير من سائر أفراد اُسرته أهل علم وشرف وسؤدد. تلقّى مبادئ علومه في القطيف أولاً، ثم ترحل إلى النجف الأشرف، وبقي مجْدُ التحصيل ضالته المنشودة، فما رجع إلى وطنه إلاّ وهو كأمثل رجل من رجالات العلم، وأضاف إلى كونه عالماً فاضلاً كونه خطيباً لسناً مفوهأ، وهو في نفس الوقت أديب فذ، فهو اليوم من أفضل رجال اُسرته نافعاً دينياً، (كثر اللّه في رجال الدين أمثاله، ومد في عمره طويلاً). له من الآثار القيمة كتاب (المنح الإلهية) و(دليل أعمال الحرمين) و(الهداية) وغيرها. وإليك من ديوان شعره هاتين القصيدتين:

الاُولى: في ميلاد أمير المؤمنين عليه السلام

سعدت بمولدك السعيد السامي *** كل البقاع وكعبة العلاّمِ

وتمايلت طرباً إليك بفرحة *** أركانها في أسعد الأيّامِ

وترنّح الحجر العظيم محبة *** لشعاع قدسك يافتى الإسلامِ

ضحك المقام وزمزم وحطيمها *** والمستجار بثغرها البسّامِ

وكذلك الحجر السعيد كرامة *** لأبي الحسين الفارس الضرغامِ

ومقام إبراهيم جاء مرحباً *** ومصافحاً للمرتضى بسلامِ

أما الصفا فلحيدر تبدي الولا *** والمروتان له وكلّ مقامِ

يا كعبة اللّه العلي ألا ابسمي *** للمرتضى بحر العلوم الطامي

نعم الوليد أبو المكارم سيد *** فلترقص الدنيا له بنظامِ

ولدتك حوراء النساء مطهراً *** من كل أخباث ومن آثامِ

وإليك سن الدهر أقبل ضاحكاً *** فأزحت عنه علّة الأسقامِ

ونبغت من أرض الحجاز بمكة *** فأنرتها من بعد كل ظلامِ

عاشت بلاد قد حوتك وكعبة *** ربتك في ظل الهدى بتمامِ

وعلت بلاد قد حللت بربعها *** يا مرتضى الأيام والأعوامِ

فنطقت بالتوحيد علماً نافعاً *** وهديت للإيمان والإسلامِ

كافحت ياروح الهداية اُمّة *** كانت تؤمّ مزالق الأقدامِ

ومضيت تثبت سنة من أحمد الـ *** ـمختار شمس العلم والإلهامِ

فحللت مشكل أحمد في دينه *** وبقيت معصوماً من الآثامِ

وعلوت منكبه الشريف تيمناً *** حتّى سموت مراتب الإكرامِ

فمددت للأصنام كف مجاهد *** وأبدتها حتّى غدت كرمامِ

ألقيتها فوق التراب مكسراً *** أضلاعها وجعلتها كحطام

حرمت كلّ عبادة إلاّ التي *** للّه ذي الإجلال والإنعام

شمرت للحق الصراح وطالما *** بينته في بدأة وختام

لم ترضَ غير الحق يا باب الولا *** يا من إليه مدارك الأحكامِ

ومضيت في أمر الإله مجاهداً *** أهل العناد بحكمة وعصامِ

من حزت من قصب السباق أجلّها *** لما سبقت لها بكل مقامِ

يتبع…

_____________

[1] توفي رحمه الله في 26 / 9 / 1423 ه.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة