شعراء القطيف (المرهون)

img

{74} الملاّ عبد المحسن بن نصر[1]

المتولّد عام (1324) ه

هو الخطيب الشهير الملاّ عبد المحسن بن محمّد بن علي بن عبد الرحيم آل نصر السيهاتي القطيفي، المتولّد بالتاريخ المذكور في بلاده سيهات، ونشأ وترعرع محبّاً للعلم وذويه تحت رعاية أبوين كريمين قاما بواجبهما تجاهه، فقام بواجبه تجاههما شأن كلّ والدين بارّين بولدهما، وشأن كلّ ولد بارّ بوالديه. تلقىّ مبادئ علومه على أيدي أفاضل أهل القطيف كالعلاّمة الشيخ حسين الآنف الذكر وغيره. تلمذ في خطابته أولاً على يد الخطيب الشهير الملاّ علي السالم والملاّ يحيى، ثم استقلّ بنفسه، وبين عشيّة وضحاها وإذا هو كأمثل خطيب يشار إليه بالأنامل. وكان تقيّاً ورعاً من الصلحاء الأخيار الّذين يحبّون للوطن أبداً دوام الرقي والتقدّم والازدهار، ومنذ نعومة أظفاره كان ينظم الشعر باللغتين، حتّى تألّف عنده ديوان كبير فمنه قوله:

في يوم الغدير:

صرخة رنّ في القلوب صداها *** أيها الناس فانصتوا لنداها

واسمعوا في الفضاء صوتاً يدوي *** دعوة الحق فاز من لباها

يا رجال الإسلام هبوا سراعاً *** واستضيئوا بشمسها وضحاها

وانهلوا من غديره العذب نهلاً *** يجد الظامئون ريّ صداها

واحضروا يومه الذي شع نوراً *** تبصر النفس رشدها من عماها

واسمعوا واعظ الرسالة يتلو *** آية النصّ جل من أوحاها

قد علا منبر الحدائج فيه *** سيد الرسل أحمد الطهر طاها

صارخا بالحجيج صرخة حق *** واُلوف الحجّاج مل‏ء فضاها

خاطباً واعظاً بشيراً نذيراً *** موضحاً كالنهار إذ جلاّها

هادياً مرشداً سراجاً منيراً *** قائلاً والهجير شبّ لظاها

أيها الناس فاسمعوا وأجيبوا *** دعوتي تحمدوا غداً عقباها

أولم تؤمنوا بأني رسول الـ *** ـله فيكم ونعمة أسداها

أولست الأولى بكم فأجابوا *** علناً أنت للقلوب شِفاها

أنت نعم الوليْ وخير نبيّ *** أنت سعد النفوس أنت مناها

فهناك الرسول أرسل قولاً *** مثلما ترسل النجوم ضياها

إن ربّي أوحى إلي بأمرٍ *** هو خير الاُمور بل أرضاها

يحفظ الود بينكم لتكونوا *** في الورى خير اُمّة لا تضاهى

وهو من كان لي ولياً محقاً *** وكذا أولويتي يرضاها

فليوالِ أبا الحسين علياً *** فبه تبصر العقول هداها

وله أولوية الأمر بعدي *** وإليه اُموركم منتهاها

لكمُ مرتضى من اللّه حقاً *** نافذ أمره على من براها

حاكم حاسم إمام مبين *** قائم بالهدى وقطب رحاها

فأمير الورى جميعاً علي *** إمرة بارئ الأنام ارتضاها

وهو فيكم خليفتي ووصيي *** ووزيري وقائداً في وغاها

فأطيعوه تظفروا برشاد *** وتسودوا العباد عزّاً وجاها

فأنيبوا لربكم واستجيبوا *** واسلموا تسلموا غداً من لظاها

ودعوا الحقد والتباغض فيكم *** بكمُ الأرض والسما تتباهى

فاز من كان راضياً مطمئناً *** لدعائي وخاب من دساها

فأجابوا جميعهم باتّفاق *** بالرضا والأحقاد مل‏ء حشاها

وهناك النبي أفصح قولاً *** أسمع الأرض صوته وسماها

يا إله الأنام فاشهد عليهم *** قد نشرت البلاغ في بلغاها

قمت فيهم كما أمرت إلهي *** ووضعت الاُمور في مقتضاها

ونصبت الكرار ميزان عدل *** سيداً ناصحاً لمن يرعاها

والِ يا رب من به تتوالى *** واجعل الخلد في غد مثواها

يتبع…

___________________

[1] توفي رحمه الله في 22 / 6 / 1411 ه.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة