شعراء القطيف (المرهون)

img

{73} علي الشيخ منصور آل مرهون[1]

المتولّد (5/4/1334) ه

هو الفقير إلى اللّه تعالى مؤلف هذا الكتاب، علي ابن العلاّمة المرحوم الشيخ منصور بن علي بن حسين بن محمّد بن مرهون، المتولّد في التاريخ المذكور. تلقى مبادئ علومه على أساتذة أهل بلاده تحت رعاية والده إلى أواسط عام (54)، ثم رحّله أبوه إلى النجف الأشرف لطلب العلم، فأقام هناك إلى أواخر عام (60)، ثم قفل راجعاً ليتزوج آملاً العودة لإكمال دراسته، غير أن الأقدار أبت عليه ذلك، وتقدمته عراقيل شاقّة أهمها وفاة والده في (30 /6/ 62)، فأصبح لا يملك حولاً ولا قوة، معتقلاً أو شبهه.

وفي هذا الفترة ألف كتابه (لقمان الحكيم)، و(أعمال الحرمين)، ونظم ديوانه (المرهونيات)، وروضته العلية، و(مغني القراء). ولم يتأتَّ له الرجوع إلى النجف الأشرف إلاّ بعد اثنتي عشرة سنة أي في (6/ 5 سنة 1374)، وقد أخذ على نفسه أن يسافر في كل سنة إلى النجف ليحضر أهم شهور الدراسة من كل عام، ثم ينحدر إلى بلاده أوائل رجب. وفي النجف الأشرف ألف كتابه (قصص القرآن)، وهناك تولدت فكرة تأليف
(شعراء القطيف)، وفقه اللّه لمراضيه، وجعل مستقبل أمره خيراً من ماضيه. ومن أدبه الفصيح في أهل البيت عليهم السلام قوله:

في رثاء الإمام الصادق عليه السلام:

بنفسي من للدين شيّد أركانا *** وأظهر شرع المصطفى بعد أن بانا

وبيّنه حقاً وأظهر سره *** فأضحى جلي الأمر سراً وإعلانا

إمام هدى أهدى به اللّه اُمّة *** إليه انتمت بالجعفرية إذعانا

وشاعت له بين الأنام فضائل *** بها كان أولى بالخلافة أزمانا

ولكنما الأيام بالغدر عاملت *** بني أحمد قبلاً وبعداً وأحيانا

فويل لمنصور الدوانيق في غدٍ *** من النار إن المرء قيد لما دانا

لقد غصب ابن المصطفى حقه وما *** كفاه فأبدى حقداً وأضغانا[2]

وأوقفه بغياً إليه مخاطباً *** أما تستحي والموت منك لقد حانا

فكم أشخصوه لا رعى اللّه دارهم *** وقد زعزعوا فيه إلى الرشد أركانا

يعزّ على خير البرايا محمّد *** يرى الصادق المغوار بالذلّ قد كانا

فلهفي على خير الأنام تنوبه *** رزايا عظام لو أصابت صفاً لانا

فكابدها بالصبر حتّى فؤاده *** تراه من الصبر المبرح بركانا

ولم يكتفِ منه العدوّ بما جرى *** فدسّ إليه السم ظلماً وعدوانا

سقوه عناداً ذلك السم غيلة *** فأورث في قلب الهداية أحزانا

فقطع ذاك السم قلب محمد *** وقلب علي والبتول وعدنانا

فأضحى ضجيع الفرش ملتهب الحشا *** يقاسي من السم المبرّح أشجانا

سرى السم في جسم الهدى بعد أن سرى *** بجسم إمام الحق فالجسم ألوانا

قضى علة الإيجاد نجل محمد *** فأحزن كل العالمين وما كانا

فضجّت عليه بالكآبة ضجة *** لقد غاب من للدين شيد أركانا

لقد غاب عن دين النبي مقيمه *** وأدرج والهفا على الحقّ أكفانا

اُقيمت عليه يوم غيّب شخصه *** نوائح أجرت أدمع العين غدرانا

يتبع…

______________

[1] توفي رحمه الله ونحن نعمل في إعداد هذه الطبعة التي بين يديك في مؤسسة المصطفى صلى ‏الله ‏عليه‏ و‏آله قم المقدسة 27 / 1 / 1431 ه. تغمده اللّه‏ برحمته وأسكنه الفسيح من جنته.

[2] العجز غير موزون إلاّ على جعله: « فأبدى له » مع ما فيه من زحاف، أو « فأبدى فيه ».

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة