مَنْ نصروا الحُسين من الجيش الأموي

img
عام 0 ----

1) هل هناك أشخاصٌ كانوا في مُعسكر عُمر بن سعد وانضموا إلى مُعسكر الإمام الحُسين×؟

2) كم كان عدد المُنضمِّين من مُعسكر عمر بن سعد إلى معسكر الإمام الحُسين×؟

3) ما هي دوافع هؤلاء في انضمامهم إلى مُعسكر الإمام الحُسين×؟

اتفق المؤرِّخون أنَّ هناك مجموعة من مُعسكر عُمر بن سعد قد انضموا إلى معسكر الإمام الحسين× لنُصرته ومُؤازرته وهناك قولانِ عند المؤرخين بشأن عدد المُنتقلين من معسكر عمر بن سعد إلى مُعسكر الإمام الحُسين× وهما ما يلي:

القول الأول: أنَّ عدد المُنتقلين من مُعسكر عمر بن سعد إلى مُعسكر الإمام الحُسين× اثنان وثلاثون رجلًا، وقد استند القائلون بهذا القول في تعيين العدد المذكور إلى رواية رواها السيد بن طاووس في كتابه المسمى اللهوف على قتلى الطفوف وهذه الرواية هي: «لأنَّ الحسين× وأصحابه ليلة العاشر من المُحرَّم ولهم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحل ما بين راكعٍ وساجدٍ وقائمٍ وقاعدٍ»، فعبر لهم في تلك الليلة من عسكر عمر بن سعد اثنان وثلاثون رجلًا.

القول الثَّاني: أنَّ عدد الذين انتقلوا من مُعسكر عمر بن سعد إلى معسكر الإمام الحُسين × لم يحدد بعددٍ معيَّنٍ، وقد استند القائلون بهذا القول إلى ما نقله ابن نما الحلي في كتابه مثير الأحزان بقوله: «إنَّ جماعةً من عسكر عُمر بن سعد جاؤوا إلى مُعسكر الحسين×».

وهؤلاء المُنتقلون من مُعسكر عُمر بن سعد إلى مُعسكر الحُسين× كانت لهم عدَّة دوافع وأسباب وهي ما يلي:

1) لأنَّ بعضهم خرج مع الجيش الأموي وسيلة للخروج من الكوفة حتى يلتحق بالحُسين: ومن أمثلة هؤلاء ما يلي:

أ) القاسم بن حبيب الأزدي.

ب) مسعود بن الحجاج.

ج) عبد الرحمن بن الحجاج.

2) لأنَّ بعضهم انكشف له أنَّ الأمويين ردُّوا الشروط على الحسين ومنعوه من الرجوع فتبين لهؤلاء غدر الأمويين: ومِن أمثلة هؤلاء ما يلي:

أ) أبو الشعثاء الكندي: كان شجاعًا راميا خرج مع الجيش الأموي فلما رآهم ردوا الشروط على الحسين× عدل إليه، فقاتل بين يديه.

ب) عمر بن ضبيعة التميمي.

3) لأنَّ بعضهم أثَّرَ فيه نداءُ الحسين× ألا ناصر فينصرنا: ومن أمثلة هؤلاء ما يلي:

أ) أبو الحتوف بن الحارث بن سلمة الأنصاري العجلاني.

ب) سعد بن الحارث بن سلمة الأنصاري العجلاني.

خرج هذان الأخوان لحرب الحسين× فلما كان اليوم العاشر من المحرم وقُتِلَ أصحاب الحسين×، وجعل الحسين× يُنادي: ألا ناصر فينصرنا، فسمعته النِّساء والأطفال فتصارخن، فسمع هذا الأخوان النداء من الحسين× والصراخ من عياله قالا: «إنَّا نقول لا حكم إلا لله ولا طاعة لمن عصاه، وهذا الحسين ابن بنت نبينا محمد ونحن نرجو شفاعة جده يوم القيامة، فكيف نقابله وهو بهذا الحال لا ناصر له ولا معين».

فمالا بسيفهما مع الحسين× على أعدائه حتى قتلا جمعًا وجرحا آخر، ثم قُتِلا معًا في مكانٍ واحد.

4) لأنَّ بعضهم علم أنَّ الجنة لمن نصر الحسين والنار لمن حارب الحسين: ومن هؤلاء رجلٌ من خُزيمة جاء رسولًا من عمر بن سعد إلى الحسين× ليبلغه رسالته، فلم يرجع إلى عمر بن سعد وقال: «مَنْ يختار النَّار على الجنَّة».

5) لأنَّ بعضهم أثَّرتْ فيه خُطبة الحسين: ومن هؤلاء الحر بن يزيد الرياحي التميمي اليربوعي وهو قائد الفرقة التي بعثها عبيد الله بن زياد لمحاصرة الحسين× ومنعه من الوصول للكوفة، وقد انتقل إلى معسكر الحسين× صباح اليوم العاشر قبل بدء المعركة على أثر خُطبة الحسين×.

حسين آل إسماعيل

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة