شعراء القطيف (المرهون)

img

{65} السيّد هاشم آل المير[1]

(1323)

هو الخطيب الفاضل، السيّد هاشم السيّد شرف آل سيد حسين آل المير الصفواني القطيفي. وآل المير قبيلة شهيرة يسكنون البحرين قبل مئة وخمسين سنة في قرية جدحفص. ولد شاعرنا بالتاريخ المذكور، ونشأ بين والدين عطوفين قاما بتربيته أحسن قيام، وأدّيا فيه حقّ البنوّة، فأثمر ذلك الغرس، واجتنيا من ثماره، وعمت بركاته كل من اتّصل به من المواطنين وغيرهم، حيث وجدوا منه شخصية فذة أهّلها اللّه تعالى للصالح العام. وكان على جانب من التقى والورع؛ لذلك كان وكيلاً للمغفور له الحجّة كاشف الغطاء، وهو اليوم وكيلاً للمرجع الأعلى الحكيم (دام ظله العالي) [2].

وأضاف إلى ما أوتي من مواهب أدبه الفياض الذي قضى له أن يكون أحد أعيان كتابنا (شعراء القطيف)؛ فإن ديوانه الشيق الذي اشتمل على اللغتين لمما يفخر به، فمنه قوله:

في ميلاد امير المؤمنين عليه السلام

لمولدك السامي على البدر والشهبِ *** أقمنا له حفل الهنا لرضا الربِّ

هلمّ معي نقرأْ حديث ولادة *** لخير الورى بل خيرة الشرق الغربِ

فما ولدت بعد النبي محمد *** من الناس أنّى مثل حيدرة الندبِ

فهل سمعت اُذناك شخصاً بوصفه *** له انشق بيت اللّه في غابر الحقبِ

كمثل علي المرتضى خيرة الورى *** وناصر دين المصطفى كاشف الكربِ

أتت اُمّه حين المخاض ودمعها *** على وجنتيها مشبهُ اللؤلؤِ الرطبِ

تنادي إلهي مسني الضرّ والعنا *** فجد لي بلطف منك ياغافر الذنبِ

هناك لها انشقّ الجدار وأقبلت *** إلى الكعبة العليا وذا غاية القربِ

وجاءت بمولانا علي فأشرقت *** بمولده الدنيا من الشرق والغربِ

فيا لك يوما كان عيداً لشيعة *** لهم خلقوا من فاضل الطين والتربِ

ولاحٍ لحاني في مودّة حيدر *** فقلت له بعداً فما شربكم شربي

لأن كان ذنبي حبّ آل محمّد *** فيا كثّر الرحمن في حبهم ذنبي

لِوا الحمد في يمناك والكأس في غد على *** الحوض تسقي الخلق من سائغ الشربِ

وإني لأرجو ذلك اليوم شربةً *** يبل بها قلبي لأن لكم حبّي

فلو قطّعت جسمي العدا بسيوفهم *** لما حاد يوماً عن مودّتكم قلبي

إذا لم أجد يوماً ولاكم فريضة *** فما نافعي في الحشر من أحمد قربي

يتبع…

_______________

[1]  توفي رحمه الله في  1387  ه.

[2]  توفي رحمه الله عام 1390  ه.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة