مسائل حول السَّلام

img

تشتملُ الصَّلاةُ على ثلاثةِ سلاماتِ وهي ما يلي:

«السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبَركاتُه»

«السَّلامُ علينَا وعلى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ»

«السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه»

فما هو تفسير كلِّ سلامٍ مِمَّا ذُكِرَ؟

الجواب: سوفَ نُبَيِّنُ تفسير كلِّ سلامٍ ليكونَ المُصلِّ على معرفةٍ بأسرارِ الصَّلاة ومعاني ألفاظها وذلك كما يلي:

١) معنى قولِنا بعدَ التَّشهد: «السَّلامُ عليكَ أيُّها النَّبيُّ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه»

رُوِيَ في كتاب الكافي للشيخ الكليني ج١ عن داود بن كثير الرّقي قال: قلتُ لأبي عبد الله الصَّادق عليه السَّلام: ما معنى السَّلام على رسول اللهِ صلى الله عليه وآله؟ فقال عليه السَّلام: «إِنَّ اللهَ تباركَ وتَعالى لمَّا خلقَ نبيَّه ووصيَّه وابنتَه وابنيهِ وجميعَ الأئمَّةِ وخلقَ شيعتَهم أخذَ عليهم المِيثاق وأنْ يَصبِروا ويُصَابِروا ويُرَابِطوا وأَنْ يتَّقوا اللهَ ووعدهم أنْ يُسلِّمَ لهم الأرضَ المباركة والحرم الآمِن، وأنْ يُنزِّلَ لهم البيتَ المعمورَ، ويُظهِرَ لهم السَّقف المرفوع، ويُرِيحَهم مِن عدوِّهم والأرض التي يبدلها الله مِنَ السَّلام، ويُسلِّم ما فيها لهم لا شيةَ فيها قال: لا خُصومة فيها لعدوِّهم وأَنْ يكونَ لهم فيها ما يحبُّون، وأخذَ رسولُ اللهِ على جميع الأئمَّة وشيعتهم المِيثاق بذلك وإنَّما السَّلام عليه تذكرة نفس المِيثاق وتجديد له على الله، لعلَّه أنْ يُعجِّل السَّلام لكم بجميع ما فيه».

٢) معنى قولِنا بعدَ التَّشهد: «السَّلامُ علينَا وعلى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِين السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبَركاتُه».

نذكرُ مَسألتين فِقهيتين يتبيَّنُ منهما معناهما وذلك كما يلي:

المسألةُ الأولى: في كتاب صِراط النَّجاة في أجوبة الاستفتاءات للسَّيد الخوئي مع تعليقة الشَّيخ التَّبريزي:

إلى مَنْ يرجعُ الضَّمير في كلمتي: «علينَا وعليكم» في قولنا: السَّلامُ علينَا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالحين السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبَركاتُه؟

جواب السَّيد الخُوئي والشَّيخ التَّبريزي: يرجعُ إلى المُسلمين الصَّالحين والمُصلِّين أو غيرهم، واحتُمِلَ في الآخير إلى ملائكة الله تعالى واللهِ العَالِم.

المسألة الثَّانية: في كتاب الفتاوى ج١ مسألة ٢٤٩ ص٧٧:

في تسليم الصَّلاة مَنْ هم المقصودون بقولنا: السَّلامُ علينَا وعلى عبادِ اللهِ الصَّالِحِين، السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه، فَمَنْ هم عباد اللهِ الصَّالِحِين، ومَنْ هم المقصودون بقولنا: عليكم، فهذا الضَّمير إلى مَنْ يعود؟

جواب السَّيد محمد سعيد الحكيم: الظَّاهر أنَّ المُراد بعبادِ اللهِ الصَّالحين المعنى العُرفي والذي يظهرُ أنَّ مرجعَ الضَّمير في قول: عليكم هو المَلكَان والمأموم إذا كان المُصلِّي الإمام والإمام والمأموم اللذين على اليمين أو اليسار إذا كان المُصليِّ مأمومًا، نعم لا إشكالَ في الاكتفاء بقصد المراد مِنَ الكلام إجمالًا ولا يجبُ معرفة تعيينه تفصيلًا.

وقد رُوِيَ عن أبي عبد الله الصَّادق عليه السَّلام أنَّه فسَّرَ السَّلام بقوله: «السَّلامُ في دبر كلِّ صلاة الأمان أي مَنْ أدَّ أمرَ الله وسُنَّة نبيِّه خاشعًا مِنه قلبُه فلهُ الأمان مِنْ بلاء الدُّنيا وبراءة مِنْ عذاب الآخرة».

وجاء في حديث المِعراج: «فقال لي: يا محمد سلِّمْ اي اختمِ الصَّلاة بالسَّلام فقلتُ: السَّلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه، فقال: يا محمد أنا السَّلامُ والتَّحيَّة والرَّحمة، والبركات أنتَ وذُرِّيَّتك».

حسين آل إسماعيل

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة