شعراء القطيف (المرهون)

img

الشيخ فرج العمران

المتولّد 2/10/1321 ه

ويقول في رثاء الحسن السبط عليه السلام:

حنت ركائبهم غداة ترحّلوا *** وسرت بهم غلساً تخبّ وترقلُ

وبسفح رامة خلّفوا بي مهجة *** بصميمها نار الصبابة تشعلُ

بعدوا وما بعدوا عن القلب الذي *** هو للأحبّة أين حلّوا منزلُ

وكأنني معْهم أحلّ إذا هُمُ *** حلّوا وإن رحلوا فإنيَ أرحلُ

وإذا الحديث جرى سمعت حديثهم *** بمسامعي أن أجملو أوفصلوا

إني لأعذرهم على ترحالهم *** لصلاح حالهُمُ وإنْ ليَ أهملوا

راموا الحيا فترحّلوا عن رامة *** إن الحيا فيه الحياة تؤمّل

فكأنهم سفر من الوفد الاُلى *** لأبي محمّد الزكيّ ترحلوا

فهو الحيا وهو الحياة لقاصد *** لجنابه يرجو نداه ويأملُ

وهو الجواد كريم أهل البيت من *** يعطي الوفود وإن هُمُ لم يسألوا

كم سائل أغناه قبل سؤاله *** شروى الحيا يحيي الفلا إذ يهطلُ

وسع العوالم جوده ونواله *** فجميعها منها يعلّ وينهلُ

هو منبع الفيض السماوي الذي *** لا غيض فيه وكل بحر وجدولُ

هو علّة لوجود كل مكوّن *** لا تعجبنْ وبه الوجود معلّلُ

لكنما الأمر العجيب رئاسة ابـ *** ـن طليقه وهو الرئيس الأولُ

عزلته اُمّة جده وعن الهدى *** عدلوا وبالرشد الضلال استبدلوا

ما زال مضطهداً إلى أن غيل بالـ *** ـسم النقيع بأي ذنب يقتلُ

نفسي فداه على الفراش يعالج الـ *** ـسكرات عن وعظ الورى لا يغفلُ

يكفيك ما أوصى به لجنادة *** وعظاً كدرّ عند من هو يعقلُ

حتّى سرت تلك السموم بجسمه الـ *** ـزاكي ومنه دنا الحمام المنزلُ

فقضى غداة قضى لسم جعيدة *** منه الفؤاد مقطع ومفصّلُ

فتزلزل العرش العظيم وكادت الـ *** ـأفلاك عن دورانها تتعطّلُ

إني لأعجب كيف ما اندكت على الـ *** ـسهل الجبال فما ثبير ويذبلُ

كيف القرار لها وسرّ بقائها الـ *** ـحسن الرضا لجنانه مترحّلُ

قل للوفود القاصدين نواله *** ربع الندى والجود قفر ممحلُ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة