شعراء القطيف (المرهون)

img

{63} الشيخ فرج العمران[1]

المتولّد 2/10/1321 ه

هو الاُستاذ الفاضل، العلاّمة الشيخ فرج بن حسن بن أحمد بن حسين بن محمّد علي بن محمّد بن عبد اللّه بن فرج بن عبد اللّه بن عمران القطيفيين.

كان ميلاده في ليلة الجمعة بالتاريخ المذكور، وقد أرّخ ميلاده بقوله من أبيات قالها في المناجاة:

أرجوك غفراناً كما قد أتى *** في مولدي تأريخه (اغفرلي)[2]

تلقى أكثر علومه على أيدي علماء بلاده القطيف، وفي سنة (1356) هاجر إلى النجف الأشرف، وحضر لدى فطاحلها وعباقرتها مدة لا تزيد على سنتين، فعاد إلى وطنه يحمل شهادات عالية من علماء أعلام تشهد
له بطول الباع وسعة الاطّلاع، والفضل والفضيلة، والورع والتقى والصلاح، وكيلاً من قبلهم فيما يقومون به هم. ولا زال يبثّ الإرشاد، ويسعى في الإصلاح، من أنفع رجالات الدين، مشتغلاً بالتدريس والتأليف، حتّى نتج من قلمه الكثير النافع من التآليف القيّمة، أهمها موسوعته (الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية)، الكتاب الذي جمع فأوعى. وهو من جملة ما اعتمدنا من المصادر، مضافاً إلى أدبه الفياض، فهو عبقري فذّ، وشاعر ماهر. وإليك ما اقتطفنا من ديوانه (الروض الأنيق) في أهل البيت عليهم السلام مدحاً ورثاء (مد اللّه ظلّه الوارف، ومتع به أمداً بعيداً).

قال في مدح أصحاب الكساء عليهم السلام على حسب الترتيب:

محمّد رسول اللّه صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله

يا نبياً لأجله أنبياها *** خلقت والإله قد زكاها

وله الكائنات قد أنشاها *** لك ذات تقدّست أسماها

صاغها من جلاله مولاها

كل خير هي التي أسسته *** مذ براها إلهها قدسته

ورداء البهاء قد لبسته *** وكساها جماله فاكتسته

وببرد الكمال قد حلاّها

صنعها شاءه الإله ليُعلمْ *** وبها كان «كنت كنزاً» مترجمْ

وبها فجر ذا الوجود تبسمْ *** وارتضاها للفيض مبدا ولو لم

تك أهلاً لذلكم ما ارتضاها

سمت المعلولات فخراً وطولا *** ودنت من حمى دنا فتدلّى

فحباها علم الغيوب وأولى *** فعليها صلّى المهيمن مولا

ها صلاة لا منتهى لمداها

يتبع…

______________________

[1] توفي رحمه الله في 22 / 3 / 1398 ه.

[2] هو آخر بيت من اُرجوزته النحويّة المسمّاة الدرّة اليتيمة، وقد أرّخ وفاته شارحها الخطيب الشيخ عبد الحميد المرهون (حفظه اللّه‏) في آخر شرحه هذا عليها، حيث قال: فَمُذْ قضى المولى حليفَ التقى أرَّخته بـ (غفر اللّه‏ لك) وهي محاكاة لطيفة لتاريخ الولادة بلسان المترجَم. انظر شرح الدرّة اليتيمة، الصفحة الاُولى.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة