شعراء القطيف (المرهون)

img

{ 60 } الملاّ علي الرمضان[1]

المولود ( 5 / 8 / 1314 )

الخطّاط الماهر الملاّ علي بن محمّد بن علي بن محمّد بن أحمد الرمضان الكوبكي القطيفي. كان (دام توفيقه) على جانب عظيم من التقى والورع والصلاح، ذا نباهة وذكاء وفطنة، نشأ محباً للعلم وذويه، فتلقى مبادئ علومه على أيدي رجال من أهل العلم والمعرفة، فتغذى من تلك الينابيع الصافية ما أهّله لأن يكون مرموقاً ولا سيما في الخطّ، فقد امتاز بجودته على جميع كتّاب الخط. ولقد كان نافعاً في أعماله، موفّقاً بمساعيه؛ فمن ذلك أنه افتتح محلاًّ أشبه شيء بمدرسة ابتدائية كانت لها أهميتها في البلاد القطيفية، استمرّت بنتاجها النافع أكثر من أربعين سنة؛ لذا عرف بالمعلم. ومن نتاج تلك المدرسة ديوانه الذي أسماه (وحي الشعور) بين جزأين في مختلف المراثي والمدائح لأهل البيت عليهم ‏السلام. وقصيدته العصماء في ماضي القطيف وحاضرها تحتوي على أكثر من مئة من أعلام القطيف من مختلف الطبقات، علق عليها ببيان الوفيات والمواليد فضيلة الشيخ فرج العمران. وقد اقتطفنا من شعره ممّا ليس بمطبوع ما يلي
حسب اقتراحه (كثر اللّه في رجال الدين أمثاله، ومد في عمره طويلاً):

في رثاء أمير المؤمنين عليه ‏السلام

حيِّ ذكرى الأبطالِ والأجيالِ *** إن ذكراهُمُ مثالُ المعالي

خلدوا ذكرهم وحسن مساعيـ *** هم بأسمى الأقوال والأفعالِ

ولذكرى مأساة حيدرة في *** كل عام من صالح الأعمالِ

فاقرؤوا من ذكراه سفر خلود *** ضمّ في طيّه حميد الخصالِ

اقرؤوه مضمخاً بالدم الطا *** هر من مفرق الشهيد الغالي

هو من شاد للهدى صرح عزّ *** قصرت عنه شامخات الجبالِ

بطل عاش عمره في جهاد *** فسما عن مصارع الأبطالِ

حالف الحقّ مقتدى الخلق بعد ال *** مصطفى صنوه أبو الأشبالِ

غاله بالحسام أشقى مراد *** في صلاة في خشية وابتهالِ

قُتل الدين فيه جهراً ولفّت *** راية الحق والهدى والمعالي

قد فجعنا به بشهر صيام *** ليلة القدر فيه خير الليالي

هو ثاني الآبا هلمّوا لنبكي *** ه أحرّ البكا بدمع مذالِ

ونقيم الذكرى له كل عام *** مأتماً بعد مأتم باحتفالِ

ونعزّي الزكيّ فيه وندعو *** عظّم اللّه أجركم خير آلِ

يتبع…

_________________

[1]  توفي رحمه‏ الله في  7 / 2 / 1397  ه.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة