شعراء القطيف (المرهون)

img

{58} الشيخ حسين القديحي [1]

المولود في 18 / 8 / 1302

هو العلاّمة الحجّة الشيخ حسين ابن الشيخ علي بن حسن بن علي بن سليمان ابن علي بن محمّد القطيفي القديحي؛ نسبة إلى بلاده القديح أحد بلدان القطيف الهامة، تقع غرباً إلى جهة الشمال بالنسبة إلى عاصمة القطيف، كما تبعد عنها بأكثر من ثلاثة كيلو مترات.

كان مولده في النجف الأشرف في الليلة الثامنة عشرة من شهر شعبان سنة (1302)، تلقى مبادئ علومه في القطيف على أبيه المتقدم ذكره وأمثاله من علمائها الأعلام، ثم ترحل إلى النجف الأشرف لينهل من نميرها الصافي. بقي هناك مدة مثابراً، ثم آب إلى وطنه علماً من الأعلام يشار إليه بالبنان. تلمذ على يده كثيرون من روّاد العلم، ونتج من مؤلّفاته الخير الكثير، نذكر منها: (كنز الدرر)، و(رياض المدح والرثاء)، و(نزهة الناظر)، و(مجمع الفؤاد)، و(نعم المتجر) إلى غير ذلك من مؤلفاته الدينية القيمة. وقد أسس حديثاً حسينية بنيت على أحسن طراز، وأثثها بحاجياتها، وأوقف عليها مكتبة تحتوي على ما يحتاجه طلبة العلم
وخطباء المنبر وغيرهم. وقد أوقفني على ذلك بنفسه حينما زرته هناك يوم (12 / 8 / 84) أطال اللّه بقاه، وكثر في رجال الدين أمثاله. وقد أضاف إلى علميته أدبه الفياض الذي ينم عن عبقرية فذّة ، ومنه قوله:

في رثاء الحسين عليه ‏السلام

أي خطب عرا البتول وطاها *** ونحا أعين الهدى فعماها

أي خطب أبكى النبيين جمعا *** وله الأوصياء عز عزاها

أي خطب أبكى الملائك طرّاً *** وقلوب الإيمان شبّ لظاها

ذاك خطب الحسين أعظم خطب *** صيّر الكائنات يجري دماها

لست أنساه في ثرى الطف أضحى *** في رجال إلهها زكاها

نزلوا منزلاً على الماء لكن *** لم يبلّوا عن الضرام شفاها

وقفوا وقفة على الحرب أبدت *** للعلا شاهدا على علياها

وقفوا وقفة لوَ ان الرواسي *** وقفتها لزال منها ذراها

قد أثاروا من القتام عجاجاً *** حسب الناس أن ذاك سماها

قد أثاروا إلى السماء رعيداً *** نفخة الصور كان دون صداها

لو ترى في الكفاح لمع المواضي *** قلت إن الشهاب كان ضياها

وتراها لدى الهياج اُسوداً *** يختشي الموت من قليل لقاها

بأبي مالكي نفوس الأعادي *** صرعتها العداة في بوغاها

تركوهم على الرغام ثلاثاً *** جثّماً غسلها فيوض دماها

قد أحالت لها السوافي ثياباً *** نسجت للورى ثياب جواها

حلّق الطير طامعاً في قراها *** فإذا في الصعيد رضّ قراها

وبنفسي فرد الحقيقة أضحى *** مفرداً حلّقت عليه عداها

مفرداً حلّقت عليه جموع *** فثنى جمعها وفلّ ظباها

وأبيه لولا أحبّ لقاه *** ربُّه ما ثوى بحرّ رباها

عارياً صلّت السيوف عليه *** فاغتدى مسجداً لبيض ظباها

غسلته السيوف ماء طهوراً *** كفنته الرياح سافي ذراها

شيعت نفسه الرماح وأمسى *** قبرها في قلوب من والاها

وبنفسي ربائب الخدر أضحت *** للعدا مكسباً عقيب حماها

قد أماط العداة عنها رداها *** فكستها سياطهم ما كساها

أين عنها حماتها ليروها *** باكيات وهل يفيد بكاها

ولفرط الظماء تستنظر العي *** ن دموعا لولا الجوى لرواها

بعدما كن في الخدور بصون *** سلبت لكن العفاف غطاها

لهف نفسي لها على النيب حسرى *** لم تجد في السباء من يرعاها

يتبع…

________________

[1]  توفي رحمه ‏الله في  13 / 11 / 1387  ه.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة