شعراء القطيف (المرهون)

img

{55} الملاّ حسن الجامد

المتوفّى سنة ( 1375 )

هو الخطيب الشهير الملاّ حسن بن أحمد بن مهدي بن حسين الجامد. امتهن الخطابة منذ نعومة أظفاره وريعان شبابه، حتى شبّ واكتهل وشاخ فيها، وقد رافقه التوفيق منذ تعلّق بخدمة أهل البيت عليهم السلامحتى ذاع واشتهر ذكره وطار صيته، فلا خطيب إلاّ الجامد مع ما يحمل من ورع وتقى وصلاح، وشدّة احتياط. ناهز الثمانين من العمر مستمرّا على الخطابة مع ضعف بصره وسمعه، وكان رحمه الله محلّ تقدير العلماء والأفاضل والاُدباء ؛ لأنه اُستاذ كلّ خطيب. وقد رأيت والدي رحمه الله ـ وقد زاره المترجم ـ فاحتفل به احتفالاً كبيرا؛ مما حملني أن أسأله عن هذا الزائر، فقال رحمه الله: هذا اُستاذ الخطباء. ولمجالسه ميزة خاصّة؛ حيث كانت مكلّلة بالتوفيق في أي وقت، وبصورة خاصة في عشرة عاشوراء؛ الأمر الذي جعله في الرعيل الأول من خطباء المنبر الحسيني.

فاجأه الحمام على إثر داء ألمّ به في يوم الجمعة الموافق ( 27 / 2 / 1375 ) ه، (تغمده اللّه‏ برحمته وصبّ على قبره شآبيب الرضوان). ومن أدبه في الطف قوله:

في رثاء الإمام الحسين عليه السلام

يا إماما به الوجود استقاما *** قم سريعا واستنقذ الإسلاما

كل عام بل كل يوم جديد *** منك نرجو يابن النبيّ القياما

اَلوحا اَلوحا أيا نجل طه *** علّنا نشتفي ونقضي المراما

أفتنسى ما قد جرى بعد طه *** من خطوب تحيّر الأحلاما

نكث القوم بيعة المرتضى الها *** دي ولم يرقبوا لطه ذماما

عزلوا حيدرا وقد أخّروه *** عن مقام فيه الإله أقاما

وأتوا داره وجرّوه حتى *** أخرجوه ملبّبا مستظاما

والبتول العذراء بضعة طه *** كابدت منهُمُ اُمورا عظاما

غصبوا إرثها عنادا وظلما *** لطموا خدّها ورضّوا العظاما

أسقطوها وقنّعوا متنها بالـ *** ـسوط لم يجعلوا لطه احتراما

ثم عاشت بالذل والهضم حتى *** لحقت بالنبيّ تشكو اهتضاما

والوصي الكرّار غادره أشـ *** ـقى مراد ونال منه المراما

الإمام الزكي كابد سمّا *** لهف نفسي على كفيل اليتامى

ثم لا يوم مثل يوم حسين *** ذاك يوم قد أفجع الإسلاما

يوم أمسى الحسين فردا عليه از *** دحم الجيش في الطفوف ازدحاما

لم يجد ناصرا إليه لدي الهيـ *** ـجاء إلاّ مثقّفا وحساما

فسطا فيهُمُ بشدة بأس *** رابط الجأش ليس يخشى اللهاما

فوربّي لولا القضا لمحاهم *** نجل من زلزل الحصون العظاما

لكنِ اختار أن يكون قتيلاً *** في رضا اللّه‏ كي ينال المراما

فرماه سنانهم بسنان *** فهوى السبط ساجدا إعظاما

ورقى فوق صدره الشمر ظلما *** ذاك صدر حوى العلوم الجساما

وبرى رأسه وعلاّه في الرمـ *** ـح كبدر قد استنار تماما

فمضى المهر للخيام حزينا *** فبرزن النساء حسرى أيامى

والعليل السجاد قد قيدوه *** فوق مهزولة به تترامى

أدخلوه على يزيد ذليلاً *** وهو غوث الورى كفيل اليتامى

أقبلوا يا كرام ما قلت فيكم *** فأنا رقّكم وكنتم كراما

أترجّى حضوركم يوم موتي *** وبقبري وموقفي أن اُضاما

وعليكم من الإله صلاة *** وسلام من السلام تسامى

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة