كشكول الوائلي _ 145

img

تزويج الإمام علي من فاطمة عليهما السلام

وفي السنة نفسها زوّج النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ابنته فاطمة من الإمام علي عليهما السلام، حيث إن المفسّرين الشيعة يروون أن قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرا فَجَعَلَهُ نَسَبا وَصِهْرا(1) نزل في علي بن أبي طالب عليه السلام(2)؛ لأنه اجتمع له مع النبي الأكرم صلى الله عليه وآله النسب والصهر. لكنه بما أن التاريخ قد كتب في أيام الاُمويّين، وبما أن هؤلاء كانوا لا يطيبون لهذا الرجل نفسا أبدا فقد وأد كلّ فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام . ومن ذلك أنه حينما جاء سليمان بن عبد الملك ـ وكان وليا العهد ـ للحج ومرّ بالمدينة التقى أبان بن عثمان بن عفان، وكان من الأعلام الذين يكتبون التاريخ، فقال له: اكتب لي السيرة والتاريخ. فقال له: إنها مكتوبة عندي، وهي من أوثق المصادر والكتب. فلما قرأها سليمان، وجد فيها فضائل للأنصار في بيعة العقبة الاُولى والثانية، وكفالة النبي صلى الله عليه وآله، والجهاد، فقال له: إن للأنصار فضائل في هذه الكتب؛ فإما أن يكون آبائي قد غمط حقّ هؤلاء، أو أن هذا التاريخ كذب، فلا أقبله حتى أرى رأي عبد الملك فيه. ثم أخذ الكتب ومزّقها، ولمّا جاء إلى الشام ودخل على أبيه عبد الملك قال له: إن القصّة كذا وكذا، وقد مزّقت الكتب. فقال له: نِعْمَ ما صنعت. أي لا ينبغي أن تجلب شيئا للشام يجب ألاّ يُقرأ؟

وكلّ هذا الموقف المتشنّج من الأنصار لأنهم كانوا إلى جانب الإمام علي عليه السلام ، فكيف يكون الحال مع علي بن أبي طالب عليه السلام نفسه؟ ولذا فإنهم كانوا إذا رأوا اسما لعلي في التاريخ أحرقوا الأرض. ولكن هل استطاعوا أن يضيّعوا ذكر الإمام علي عليه السلام ؟ طبعا لا؛ لأن ما كان لله ينمُ.

وممن روى أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام القرطبي، حيث إنه نقل عن ابن سيرين أنها نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهناك مصادر اُخرى(3) تؤكّد ذلك.

يتبع…

______________

(1) الفرقان: 54.

(2) تفسير فرات الكوفي: 291، خصائص الوحي المبين: 228.

(3) تفسير الثعلبي 7: 141، 142، شواهد التنزيل 1: 538، زاد المسير 6: 19.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة