كيف نقدم الإمام الحسين(ع) للعالم؟

img
عام 0 ----

(الشيخ أحمد الوائلي أنموذجاً)

سماحة الشيخ حبيب الهديبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأزكى التسليم على من بعثه الله رحمة للعالمين، محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين.
وبعد:
فإن كل نهضة تحررية وحركة إصلاحية في العالم لابدّ لها من وسيلة إعلامية توصل صوتها إلى أسماع الناس، وتوضح لهم دوافعها وأهدافها التي تريد تحقيقها في المجتمع، وبيان خطوطها العامة والمبادئ والقيم التي انطلقت لأجلها ومن خلالها.
ومن الطبيعي، بل من الضروري أن تتناسب الوسيلة الإعلامية مع تلك الحركة أو النهضة في أهدافها وقيمها. والنهضة الحسينية المقدسة إذ هي من أعظم النهضات والحركات التحررية والإصلاحية من حيث المنطلقات والأهداف والشعارات التي رفعها أبو الأحرار وسيد الشهداء أبو عبد الله الحسين×، فإن من حق هذا الثائر و المصلح العظيم علينا أن نوصل صوت نهضته وأهدافها الإنسانية إلى جميع أرجاء العالم المعاصر بالوسائل المتاحة، وبالأسلوب المناسب لعظمة تلك النهضة وأهدافها المقدسة، وبالأداء الذي يلتقي مع العقل فيتقبله وينفتح عليه، ويحرك الوجدان فيؤثر فيه. إذن لابدّ لنا من أن نخاطب الإنسان في بعديه العقلي والوجداني، مبتعدين في ذلك عن الأساليب التي لا تخدم النهضة، أو تشكل عائقاً دون وصول الصوت الحسيني إلى عقول الشعوب الأخرى ووجدانها.
و بما أن عصرنا الراهن هو عصر الصراع الإعلامي والحضاري، فإن الإعلام الحسيني ما لم يكن على مستوى هذا الصراع من حيث الوسائل والآليات ومستوى الخطاب، فإنه لا يستطيع أن يقدم الإمام الحسين× ونهضته كما هي في حقيقتها، وفي قيمها وأهدافها، وشموليتها الإنسانية.
إن من حق الأجيال البشرية أن تطّلع على هذه النهضة، وأن تتعرف ما تشتمل عليه من أبعاد إنسانية تقود لمعرفة الإسلام المحمدي الأصيل. وهذه رسالتنا نحن أتباع أهل البيت^ باعتبارنا الأقرب إلى هذه النهضة، والأكثر تفاعلاً مع أحداثها بفضل تعاليم أئمة الهدى^ وتوجيهاتهم.
إننا ينبغي أن نلتفت إلى حقيقة هامّة هي أن الإعلام الحسيني هو الوجه الهامّ الذي نقدم من خلاله شخصية الإمام الحسين×، ومعالم ثورته، وأهدافها المقدسة للعالم، فليكن هذا الوجه ناصعاً جذاباً، بعيداً عن الممارسات التي تشوه وجه هذه الثورة المباركة، وتسيء إليها؛ لأنه ينبغي علينا من خلال هذا الإعلام أن نخاطب العالم كله قائلين: “هذه هي حضارتنا، وهذه هي مبادئنا وقيمنا، وهذه هي ثقافتنا وأخلاقنا”. فإن لم نقدم لهم كل ذلك بالمستوى المطلوب، والأسلوب العلمي الرصين، والمنهج المنطقي المناسب، فإننا حينها نكون قد ساهمنا في حجب حقيقة هذه الثورة عن العالم، وأبرزناها بالصورة التي ينفر منها الآخرون.
إن المجتمع البشري في حاجة إلى المثل الأعلى في عالم الحرية والإنسانية، والعزة والكرامة، والتضحية والفداء والدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته. والمثل الأعلى لكل هذه المبادئ، والذي يمكن أن نقدمه للعالم هو سيد الشهداء، وأبو الأحرار× في نهضته المقدسة. فمتى ما عرفنا كيف نقدم هذا الثائر العملاق إلى العالم بالأسلوب والخطاب اللذين يتناسبان مع العصر، وينسجمان مع أهداف نهضته، واستطعنا تحقيق ذلك على الوجه الذي يبرزه× على انه الثائر المخلّص، فإننا نكون قد قدمنا للإنسانية أعظم وأقدس خدمة.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة