كشكول الوائلي _ 139

img

الدعوة إلى مراجعة تراثنا العلمي

وعليه فإن أي معنى يحقّق عنوان التخريب فهو حرام في الشريعة الإسلامية؛ والمفروض بنا ألاّ ننسب كل شيء يدعو إلى الخير وسعادة الناس والحفاظ على بيئتهم لأوروپا. وأنا من هذا المنبر أدعو كتّابنا كافّة إلى مدارسة القرآن وكتبنا الفقهية والتفسيرية لاكتشاف هذا الأمر، لا أن يجرّدوا أنفسهم وتراث المسلمين من كل وسيلة لتغطية هذا المجال الحيوي.

إن الإسلام يواكب الإنسان في كل مجالات حياته، ويدخل معه إلى أدقّ تفاصيل هذه الحياة، فهو معه حتى في الحمّام وفي الفراش، وهل يسوغ له ذكر اللّه‏ في تلك المواضع أم لا، وإن ساغ فكيف يكون. وهكذا فإن الإسلام يعالج حتى أبسط القضايا الإنسانية ولا يتركها، وأقلامنا مدعوّة إلى الكتابة في عطاء الإسلام وإنجازاته الحضارية.

إذن الأرض هي الاُم التي تحنو على الإنسان بعد موته، وهي الجانب الرؤوم الذي لا يأنف من أن يستر الإنسان بعد موته وتحوّله إلى قذر تعافه النفس حتى وإن كانت من أقرب أقربائه. فالأرض لا تأنف منه ولا تعافه، بل إنّها تستره وتغطيه وتمنع انتشار الروائح النتنة التي تنبعث من جسمه. والجسم هذا لا يمثل شيئا من الإنسان، بل إن الإنسان إنسان بروحه وفكره وعقله وعلمه وأخلاقه.

ثم إنّ الأرض تضم في رحمها جنودا هائلة تعمل على خدمتها، تلك هي البكتريا التي تفترس الجثث ذات الأمراض الموجودة داخلها فتقضي على كل وباء يمكن أن تسببه لو أنّها تركت دون أن تدفن، ولعادت الأرض بؤرة من بؤر المرض والوباء. وهذا جانب بسيط من جوانب عناية الأرض الاُم بأبنائها.

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة