شعراء القطيف (المرهون)
الخطيب الملاّ حسين الشبيب
المتوفّى سنة ( 1369 )
ويقول أيضاً في رثاء الإمام العسكري عليه السلام:
يا نفس ذوبي يا حشاي تفطّري *** حزناً على الحسن الإمام العسكري
واجري المدامع يا عيوني حسرة *** وعلى الخدود من المحاجر فامطري
وابكي لمن بكت السماء لفقده *** شجواً وناح له سماك الأزهرِ
وبكت له الأملاك في ملكوتها *** والدين أصبح وهو دامي المحجرِ
اللّه أكبر كيف غادره الردى *** واصطاده شبك الظلوم المفتري
واغتاله غدراً ودسّ له ضحى *** سمّاً فغادر شبل ساقي الكوثرِ
وأذاب قلب الدين وانكسر الهدى *** وانهدّ شامخ عاليات المفخرِ
والعرش ماد وأظلمت شمس الضحى *** والخسف حلّ على الهلال النيّرِ
والكائنات تزلزلت لمصابه *** وبكاه كل مهلل ومكبّرِ
والخلق عجت بالنياحة والبكا *** اللّه أكبر يا جبال تفطّري
وأقامت الدنيا عليه مآتما *** لا تنقضي أبدا ليوم المحشرِ
والجن ناحت والجبال تدكدكت *** والوحش ناح له دوام الأدهرِ
وغدا له جبريل في اُفق السما *** ينعى ومدمعه كموج الأبحرِ
جهرا ينادي بعد نجم المصطفى *** يا شهب غيبي يا شموس تكوّري
اللّه أكبر يا ليوم قد غدا *** فيه ابن حيدرة فريسة مفترِ
يوم بسامرّا أطلّ على الهدى *** ورماه بالخطب العظيم المذعرِ
وأطاح من دين النبي دعامة *** ورمى البرية بالمصاب الأكبرِ
وأفاض من عين النبي مدامعا *** لمصابه تحكي سحاب الأمطرِ
وأفاض من عين البتولة دمعها *** حزنا كما فاضت مدامع حيدرِ
وبكت له العليا شجا وله بكى الـ *** ـبيت الحرام ومن بوادي المشعرِ
وبكى له من في المدينة ثاويا *** حزنا وناح له أسى من في الغري
يتبع…