شعراء القطيف (المرهون)

img

{52} الخطيب الملاّ حسين الشبيب

المتوفّى سنة ( 1369 )

هو الخطيب الفاضل، حسين بن شبيب بن محمد بن علي آل شبيب، أحد العشائر العربية العريقة المرموقين بالاحترام والتقدير. وقد عرفت هذه العشيرة في بلادهم « اُم الحمام »، بل  في القطيف بالذكاء والفطنة، وجودة الحفظ بصورة عامة، والناظم المشار اءليه بصورة خاصّة، وبلغ به ذكاؤه وفطنته ونظره البعيد إلى أبعد مدى ممّا يتصور ؛ فلذلك طار صيته واشتهر ذكره. فكان رحمه الله رجلاً اجتماعياً دينياً وطنياً، قد انغمس في حب أهل البيت عليهم السلام، فأخذ على عاتقه خدمتهم طيلة حياته، فعقد في داره مجلساً للعزاء عليهم في كل ليلة على الدوام والاستمرار بصورة عامّة، وفي الوفيات وعشرة المحرم بصورة خاصة. وقد نظم فيهم المدائح والمراثي، فجاء من ذلك ديوان بين جزأين: الأول باللغة الفصحى، والثاني باللغة الدارجة، طبعا في النجف الأشرف سنة (1374).

وقد عد فقده خسارة لا عوض لها؛ إذ فاجأه المنون في أواخر صفر سنة (1369)  في مستشفى الظهران على إثر داء عضال استعصى على الأطباء، وخلف وراءه ديوانه المذكور الذي خلف له الذكر الخالد الجميل. وإليك نبذة منه لتذكره بالترحّم عليه :

هلال المحرم

إذا بان للرائي هلال المحرم *** فلبس الأسى حقّ على كل مسلمِ

وحق على كل الأنام وواجب *** بأن يمزجوا دمع المحاجر بالدمِ

وأن يندبوا ندب الثواكل في العزا *** وأن يلطموا الهامات في كلّ مأتمِ

على فتية في الغاضرية قتلوا *** عطاشى بلا جرم بأسياف مجرمِ

وباتوا عطاشى كالضحايا على الثرى *** تغسّلهم بيض الصوارم بالدمِ

أماجيد غلب من ذؤبة هاشم *** وأقمار تمّ من علي وفاطمِ

قضوا عطشاً والماء طامٍ بقربهم *** ولم تروَ منهم غلّة من متيّمِ

وإن أنسَ لا أنسَ حبيب محمد *** غداة بسهم في الحشاشة قد رمي

وناحت عليه الكائنات وأعولت *** عليه البرايا من فصيح وأعجمِ

وناح له جبريل في اُفق السما *** وناحت له أملاكها بترنّمِ

وناح له موسى ونوح وآدم *** وعج له بالنوح عيسى بن مريمِ

وإن انس لا أنسَ عقائل حيدر *** عشية فرت كالقطاء المهيّمِ

مروعة لم تلق عوناً ولا حمى *** سوى ذي بهذي تستجير وتحتمي

تحشّم من عليا قريش أراقما *** ومن آل فهر كل شهم وضيغمِ

فلم لا يجيبوها وهم نصب عينها *** رقود حواليها بجنب المخيّمِ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة