الشعر.. إلمام وإلهام ـ 7

img

الزاوية الثانية : مناقشة الآيات التي تذم الشعراء.

1ـ ﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ من هم الشعراء المقصودون؟ لماذا يتبعهم الغاوون؟ عبر تتبع آراء المفسرين، لماذا؟؟

﴿وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ باستحسان باطلهم وروايته عنهم، ولا كذلك أتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقرره.

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ﴾ «يَهِيمُونَ» فعل مضارع من «الهيام»، ومعناه المشي بلا هدف يذهبون غير مبالين بما نطقوا من غلو في مدح وذم.

وقيل: إنهم في كل وادٍ يهيمون، قيل: وذلك لأن أكثر كلمات الشعراء خيالات لا حقيقة لها القمي، يعني يناظرون بالأباطيل ويجادلون بالحجج المضلين، وفي كل مذهب يذهبون يعني بهم المغيرين دين الله.

﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾ من وعد كاذب وافتخار باطل وحديث مفترى.

رأي المفسرين:

تفسير الصافي للشيخ الكاشي:

هو استيناف أبطل به كونه شاعراً كما زعمه المشركون، يعني أن أتباع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليسوا بغاوين، فكيف يكون شاعراً والشيخ القمي قال:

 نزلت في الذين غيروا دين الله وخالفوا أمر الله عز وجل هل رأيتم شاعراً قط يتبعه أحد، وإنما عنى بذلك الذين وضعوا ديناً بآرائهم، فيتبعهم الناس على ذلك.

وفي المعاني عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال: «هل رأيت شاعراً يتبعه أحد إنما هم قوم تفقهوا لغير الله فضلّوا وأضلّوا». وفي المجمع عن العياشي عن الصادق (عليه السلام): «هم قوم تعلموا وتفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا». وفي الاعتقادات عنه عليه السلام انه سئل عن هذه الآية فقال: «هم القُصّاص».

﴿وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ﴾، قال: يعظون الناس ولا يتعظون، وينهون عن المنكر ولا ينتهون، ويأمرون بالمعروف ولا يعملون. قال: وهم الذين غصبوا آل محمد (صلوات الله عليهم) حقهم ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا﴾، قيل: هو استثناء للشعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله، ويكون أكثر أشعارهم في التوحيد والثناء على الله تعالى والحث على طاعته، وليس المراد بالشعر المذموم الكلام المنظوم باعتبار نظمه، كيف وإن من الشعر لحكمة، يعني من المنظوم، وأن منه لموعظة، وأن منه لثناء على الله وعلى أوليائه، بل باعتبار التشبيب بالحرام وتمزيق الأعراض ومدح من لا يستحق ونحو ذلك.

بنت الحوراء

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة