شعراء القطيف (المرهون)

img

{50} العلاّمة الشيخ علي العوامي

المتوفّى سنة ( 1364 )

هو العلاّمة الشيخ علي ابن الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد اللّه‏ العوامي القطيفي. أحد أعلام هذه الاُسرة الكريمة، وشيخ من مشائخها العظام، ولد رحمه الله في غرة شهر رمضان المبارك سنة ( 1313 ) من أبوين كريمين قاما بتربيته خير قيام، فنشأ بينهما على أحسن ما يرام، محبّا للعلم وذويه والخير وأهله منذ نعومة أظفاره، فصرف ريعان شبابه في طلب ذلك. وفي سن مبكر فاز بما لم يفز به أمثاله من علم ومعارف وأدب.

تلقى أكثر علومه على يد أبيه، ثم ترحّل إلى النجف الأرف وتلمذ فيها على يد أعلامها المشهورين حتى فاز من علومهم بالنمير الصافي، ثم كرّ راجعاً إلى القطيف علما من أعلامها. وبعد وفاة والده هاجر إلى البحرين ؛ لما له هناك من القرابة والأحام، فما برح إلاّ والأنظار متجهة نحوه، فعيّن قاضيا. وبعد ست سنوات رجع إلى بلاده العوامية من القطيف قائماً بواجبه مؤديا لرسالته، بارا بأرحامه، وَصولاً لإخوانه، معينا لمواطنيه. ولم يزل حتى فاجأه الحمام في سيهات في ( 6 / 5 / 64 )، تاركا وراءه آثاره العلمية التيلا تقلّ عن ثلاثة عشر مؤلفا في شتّى
العلوم، وأجالاً كراما صالحين ( وفقهم اللّه‏ لمراضيه، وتغمد اللّه‏ الفقيد بالرحمة والرضوان ). ومن أدبه في الطف ما يقول:

في رثاء الحسين عليه السلام

لا تبخس الحرة الحسناء ميزانا *** فالشيب بان ومنك العمر قد بانا

للّه‏ أنت فروّضها على ثقة *** بحكمة اللّه‏ واحفظ للعلا شانا

جدّد لها الوعد فيما تبتغيه من الـ *** ـدنيا وسوّف لها الميعاد أحيانا

ولاحظ النشأة الاُخرى وجدّ لها *** ولا ترَ غافلاً عن حظّها آنا

وأيقظ الطرف فالدنيا كراكبة *** حلّت ونادى بها السوّاق عجلانا

فكم مليك يبات الليل تحرسه الـ *** ـقوّاد إذ طارق البلوى به حانا

تشقى النفوس وإن تسعد بمكسبها *** وخيرها ما اقتفت بالطف شبّانا

نجوم يعرب من عمرو العلا بزغت *** في اُفق عرش مليك لا سليمانا

تحف بدرا عليه الدين قد عقدت *** آماله بسمو طاف كيوانا

أفدي نفوسا تسامت في العلا رخصت *** فسامها الكفر يوم الروع نقصانا

للّه‏ كانت نفوس غير جامحة *** لم تهوَ يوما سوى عفواً وعرفانا

تجلببت برداء الصبر واستبقت *** لنصرة المصطفى شيبا وشبانا

وبادروا كلّهم شوقا لرؤيته *** يدعون سبحان باري الخلق سبحانا

حتى تهاووا وكلّ نفسه شربت *** من نقطة الفيض والتقديس قِدحانا

وخلّفوا واحد الهيجاء منفرداً *** يذري الدموع حريق القلب لهفانا

فينظر الصحب بالبوغاء جلببهم *** فيض المناحر إبراداً وقمصانا

والآل تنعى وختم العهد واجهه *** يا واحداً ساد كل الخلق حسبانا

أديت ما كان مفروضا عليك لهم *** بعالم الذر تصديقا وإذعانا

فإن تكن تبتغي البقيا فذاك ولا *** ننقصك يوم الجزا في الخلد أثمانا

فصِل كما صِلت فيهم لا تدع لهُمُ *** إلاّ مجيبا إلى الرحمن إيمانا

وإن تحب لقا اللّه‏ الجليل فقد *** أحبّ لقياك محبوراً وقد آنا

فخرّ داعي القضا للّه‏ مبتهلاً *** والقوم تورده بيضا وخرصانا

أيقتل السبط عطشانا بلا ترة *** والماء طامٍ فليت الماء لا كانا

عجبت كيف السما والأرض لم في حزنٍ *** وجداً عليه ومنه الرأس قد بانا

يضيء كالبدر بالخطي مكتملاً *** يتلو على الرمح أوراداً وقرآنا

أغنى عن الشمس إذ عم الكسوف لها *** إذ هلّ بدراً تراه الخلق إنسانا

فكيف تبدو من الجربا أهلّتها *** وكيف قد ألف الكونان سلوانا

وروح طه بلا دفن ترضّضه الـ *** أعداء حتى غدا للخيل ميدانا

أفديه نام على الغبراء منجدلاً *** والريح تكسوه إذ لا ستر أكفانا

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة