شعراء القطيف (المرهون)
الملاّ حسن الربيع
المتوفّى سنة ( 1362 )
وقال أيضاً في رثاء الحسين عليه السلام :
أيا مدلجاً حرّة لا تقيم *** بغير حمى حيدر الأمنعِ
فصلِّ وسلم إذا جئته *** وقل شاكياً ساكب الأدمعِ
أبا حسن يا غياث الوجود *** ودائرة الكون والمجمعِ
عزيزك في كربلا يستغيث *** وليس لدعوته من يعي
فهلاّ أجبت نداء الحبيب *** وجردت ماضي الشبا الأقطعِ
وليتك عاينت يوم الطفوف *** وأبصرت شبلك لما دعي
أجاب الندا سامعاً طيّعاً *** بنفسيَ من سامع طيّعِ
هوى في الثرى شاكراً حامداً *** إلى ربّه ليس بالأجزعِ
فاُقسم باللّه لولا وجود *** خليفته السيّد الأروعِ
مشيّد أركان دين الإله *** وسيد عبّاده الركعِ
لقال الإله لسبع الشداد *** لقتل حسين حبيبي قعي
ولما أتى الطهر يبدي العويل *** لنحو الخبا الأرفع الأمنعِ
برزن إليه بنات الخدور *** فأبصرنه ساكب الأدمعِ
يرجع بالصوت يا زينب *** قضى السبط بالسيف لا تهجعي
ومات الكفيل ومأوى الدخيل *** ربيع الأرامل والجوّعِ
فجاءته زينب مذهولة *** بغير رداء ولا برقعِ
فلما رأته دعت من أسى *** ألا وا حماي ويا مفزعي
وراحت تقول أخي يابن اُمّ *** عقيبك من للنسا الضيّعِ
ومن لليتامى ومن للوفود *** وقد غاض بحر الندى المهيعِ
أخي أنت قلبي وسمعي فمذ *** فقدتك فارقني مسمعي
فليت المنية تدنو إليّ *** فاُمسي كممساك في اليرمعِ
أبعد الخدور وسدل الستور *** يسار بنا كبني الزيلعِ
على هزل من عجاف المطا *** يلاحظنا كلّ رجس دعي
ظمايا وليس لنا مشرب *** يساغ سوى هاطل الأدمعِ
ويقرح قلبي أنين العليل *** على أظهر الهزل الأضلعِ
وجامعة الأسر في صدره *** على رفعها قط لم يسطعِ
لأن يمينه مغلولة *** فلهفي على المؤسر الموجعِ
فكيف السلو ونار الأسى *** توقد في القلب والأضلعِ
وكيف التأسي وفوق الصعاد *** يطاف برأسك في المجمعِ
أخي هُدّ ركني وصبري استبيح *** وبُدّد شملي فلم يُجمعِ
أخي ضاق رحب الفضا بي فلم *** أجد لي عقيبك من مفزعِ
وأعظم رزء دخول الطغاة *** بنا مجلس الأرذل الألكعِ
تشيب الرؤوس لما نالنا *** بمجلسه من بلا مفظعِ
أرأس رئيس جميع العباد *** يكسر أضراسه ابن الدعي
فليت بني هاشم ينهضون *** لثاراتنا بالقنا الشرّعِ
عزيز على جدي المصطفى *** وحيدرة البطل الأنزعِ
اُخذنا سبايا بأيدي الطغاة *** حواسر بعد الخبا الأمنعِ
اُستّر وجهي عن الناظرين *** بكفي مذ سلبوا برقعي
فلله صبركمُ يا كرامُ *** على حمل ذا الفادح المفجعِ
يتبع…