شعراء القطيف (المرهون)

img

{49} الملاّ حسن الربيع

المتوفّى سنة ( 1362 )

هو الفاضل الملاّ حسن بن عبد اللّه‏ بن حسن بن ربيع الخطي، المتوفّى يوم الأربعاء الموافق (28 / 5 / 1362). أدركت هذا الفاضل أواخر عمره، واجتمعت به أكثر من مرة، وأغلبها في دار أبي رحمه الله؛ إذ كان خدينا له وصديقاً لأمثاله، فعرفت منه رجل الزهد والتقى، والصلاح والانقطاع إلى اللّه‏ تعالى ثم لنبيه صلى الله عليه وآله وأهل بيته الذين أذهب اللّه‏ عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الأمر الذي يكسب به الاءنسان مزيد عناية من اللّه‏ تعالى والناس أجمعين من بين أولئك الملايين الذين لا يعرفون عن مثل هذه الروحانية إلاّ لفظة « رجعي »:  ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ كالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً [1] ﴾.

توفّي رحمه الله من عمر ناهز الثمانين عاماً قضاها في أفعال الخير وما يهم العقلاء، تاركا وراءه أثره الخالد وسفره القيّم، ديوانه المعروف بـ ( الزهور الربيعية ) المطبوع قبل عام، وإليك نموذجاً منه :

في رثاء الحسين عليه السلام

قم جدد الحزن في أيام عاشور *** لمن بقي في الفيافي غير مقبورِ

قضى قطيع محيا عارياً نسجت *** أكفانه من ثرى أيدي الأعاصيرِ

قد غسلته الظبا من دم منحره *** وقلبت جسمه أيدي المحاضيرِ

صلت عليه رماح القوم ساجدة *** وفي هوي المواضي صوت تكبيرِ

ورأسه فوق رأس الرمح مرتفع *** بنوره قد جلا غسق الدياجيرِ

وشيعوه وكل منهُمُ بطر *** يرجّعون بأصوات المزاميرِ

فتارة يعظ الأعداء معجزة *** وقارئاً آية آناً لتحذيرِ

وإن نسيت فلا تنسَ النساء على *** عجف المطا حُسّرا من غير تخديرِ

بها تجوب الفيافي ما لهن وطا *** حتى انتهين لسكير وخمّيرِ

يصوّب الطرف فيها غير مكترث *** بما جناه ولا خاشٍ لمحذورِ

يهزّ أعطافه من غيّه فرحاً *** ويقرع الرأس طغياناً بمخصورِ

خذوا بني أحمد قلبي تفطّر من *** سهام أرزائكم في يوم عاشورِ

عليكمُ صلوات اللّه‏ ما اتّضحت *** أوصافكم وعلت في سورة النورِ

وما تجدّد في الأعصار ذكركمُ *** وما تلا قدركم في القدر والنورِ

يتبع…

__________

[1] الفرقان: 44.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة