كشكول الوائلي _ 130

img

نكاح العلوية من غير العلوي

وقد يقول قائل: إن عندكم أيها الشيعة أحد الروافد يقول: لا يجوز أن تتزوج العلوية إلاّ من علوي، فما هذا الرأي؟ والجواب: أن هذا الرأي مقتصر على جماعة، وهو متروك لا يُعمل به. وعندنا أن المسلم كف‏ء المسلمة. والكف‏ء هو الرجل الصالح.

وقد تطرّقت لهذا الموضوع؛ لأن هناك مشكلة قائمة الآن هي أن الكثير من الآباء تركوا بناتهم عوانس بحجّة أن هذا ليس كفئا لهم، لأنهم سادة أو عرب، وهذا كما يقول الحديث « إلاّ تفعلوه تكن فتنة »؛ ولأنه عامل على نشر الفساد في الأرض. ولو تذلّلت العقبات أمام الزواج لارتفع الكثير من الفساد؛ لأن الإنسان يقع غالبا في الرذيلة إذا لم يجد ما يعفّف به نفسه.

وأنا لا أطلب من الآباء أن يلقوا البنت أو الولد إلى مصيريهما دون دراسة للحالة، فهذه مسؤولية أيضا، ومن زوّج ابنته من فاسق فقد عقّها(1)، لكن ينبغي أن تخفّف القيود عن الزواج.

والمصيبة اليوم هي أن المكان الذي أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يجمع منه المسلمين، انطلق المسلمون منه لبثّ الفرقة بينهم. فقالوا: معنى من ترضون دينه أن يكون من مذهبك. والمذهب ـ في الحقيقة ـ ما هو إلا مجتهد يوصلك إلى الحكم، فهو رافد، يقودنا إلى الإسلام، وكلنا إلى الإسلام. فمن كان مسلما يشهد أن لا إله إلا اللّه‏، ولا ينكر ضرورة من ضرورات الدين، فهو كف‏ء المسلمين.

وأؤكد هنا أن المجتمع الإسلامي لا يمكن أن يلتحم بعضه ببعض ويتلاصق إلا عن طريق الزواج، وهذا هو الهدف الذي رسمه اللّه‏ للزواج.

لكن ماذا نفعل مع هؤلاء الذين يمنعون الزواج من مذهب آخر؟ إن هذا لا يلتقي مع روح الإسلام. وقد زوج أهل البيت أناسا لا يصلون حتى لغبارهم، كل ذلك بدافع وحدة المسلمين. ونحن هنا نطلق صوت الإسلام الذي يدعو إلى تذويب العقبات. والذي يعنينا وحدة المسلمين فقط.

يتبع…

_________________________

(1) في الحديث عن الصادق عليه السلام : «من زوّج ابنته شارب الخمر فكأنما قادها إلى الزنا، ومن زوّج ابنته مخالفا له على دينه فقد قطع رحمها». الفقيه 4: 58 / 5091.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة