كشكول الوائلي _ 127

img

أولاد الإمام الحسن عليه السلام

إن عدد أبناء الإمام الحسن عليه السلام الذكور والإناث خمسة عشر فردا على أصح الروايات. وهناك رواية تقول: إن عددهم عشرون، وثالثة تقول: إن عددهم أحد عشر، ورابعة تقول: إن عددهم تسع. لكن الأصح، والذي عليه الشيخ المفيد وآخرون أنهم خمسة عشر. ومنهم زيد بن الحسن واُختاه اُم الحسن واُم الحسين، واُمّهم اُمّ بشير الخزرجية من الأنصار. وكان زيد يتولّى صدقات رسول اللّه‏ التي تركها لتوزّع على المسلمين. فلما جاء سليمان بن عبد الملك إلى الحكم نزع منه هذه التولية، لكن عمر بن عبد العزيز أرجعه إليها مرة اُخرى.

وهذا يدل على أننا لا عداء لنا مع أحد إذا كان محمود السيرة، فبعض الاُمويين من أمثال عمر بن عبد العزيز نقدرهم غاية التقدير؛ لأن المقياس عندنا هو الصلاح والفساد. وكان أبان من أصحاب الأيمّة، وهو اُموي، لكنه من خيرة الناس، وله عندنا مكانة كبيرة لا حدود لها. كما إننا نعطي اُم حبيبة بنت أبي سفيان حقّها من الاحترام والتبجيل اللذين منحها الله إياهما، فلا عداء لنا مع أحد.

وكان لزيد بن الحسن مكانة كبيرة، وكان من الأجلاّء ومن مقاصد العرب، وقد اشتهر بالجود، يقول عنه أحد الشعراء:

إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة *** نفى جَدبها واخضرّ بالنبت عودُها

وزيدٌ ربيع الناس في كل شتوة *** إذا أخلفت أبراقها ورعودُها

ويعتبر زيد من أعمدة النسب عند السادة الحسنيين؛ لأن الولدين اللذين أعقبا عند الإمام الحسن عليه السلام هما: زيد بن الحسن، والحسن المثنى.

والحسن المثنى هذا هو الحسن بن الحسن، وكان يتولّى صدقات جده علي عليه السلام ، وقد بعث الحجّاج إليه أن أشرك معك في هذه الصدقات عمك عمر بن علي بن أبي طالب، فقال الحسن: هذه الصدقات مشروطة، وأنا منصوص علي بالولاية، ولا أستطيع أن أخالف النص. فقال الحجاج: اُجبرك على هذا.

فخرج من حيث لا يشعر به الحجاج، فأتى الشام إلى عبد الملك، فوجد في الطريق رجلاً اسمه يحيى، فقال له يحيى: أنا معك، وسوف أرعاك. فدخل معه على عبد الملك، فرحب به، وقال: أرى الشيب قد غلب عليك. فالتفت إليه يحيى قائلاً: ولمَ لا يشيب، لقد شيبته الهموم والأماني بأن يكون خليفة، وهناك من يدخل عليه يبايعه ليصبح خليفة. فقال: الحسن ليحيى: بئس ما قلت، أهذا الرفد الذي وعدتني به؟ ثم قال له عبد الملك: ما وراءك؟ فقصّ عليه أمره مع الحجّاج.

فكتب عبد الملك للحجاج أن يترك الأمر على ما هو عليه، وأن تبقى الصدقات بيد الحسن المثنى، ثم ودعه وخرج. فلما خرج الحسن قال ليحيى: أهذا ما وعدتني به من الإعانة؟ قال يحيى: نعم. قال: كيف؟ قال: أتظن أن هذا يقضي لك حاجة وهو لا يخاف منك؟ لقد خوّفته بما قلت له فقضى لك حاجتك. أي أنه يريد أن يقول له: قد أحببت أن اُنبهه إلى أن لك مكانة، وأنك تشكّل مركز ثقل، ولذا قضى حاجتك.

وكان الحسن المثنى قد خرج مع الإمام الحسين عليه السلام يوم الطف وقاتل حتى سقط جريحا، وكانت اُمّه خولة بنت منظور الفزارية، فلما انتهت المعركة وجاؤوا للتنكيل بالقتلى، جاء أحد أخواله وهو أسماء بن خارجة، فقال: لا يصلن أحد إلى ابن خولة. فقال ابن سعد: دعوه لأبي حسّان، إنه ابن اُخته. فحمله وهو جريح، وأتى به إلى الكوفة، فعالجه حتى برؤ، وأرجعه إلى المدينة.

وهناك ثلاثة آخرون من ولد الإمام الحسن هم: القاسم وعبد اللّه‏ وعمرو، واُمهم اُم ولد ( جارية ).

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة