شعراء القطيف (المرهون)
الشيخ عبد اللّه المعتوق
المتوفّى سنة ( 1362 )
ويقول في رثاء العباس عليه السلام :
لم أنسَ إذ صال في يوم النزال على ال *** أبطال من هو للآجال مخترمُ
هو الفتى شبل ذاك الليث حيدرة *** من لا فتى غيره في الروع يقتحمُ
هو المهذّب والقرم المجرّب في *** يوم اللقا عابس في السلم مبتسمُ
هو المفضّل من للفضل كان أبا *** والمكرمات إذا عدّت له شيمُ
شهم هزير جريء في الوغى أسد *** وفي الدجى قمر تجلى به الظلمُ
له مقاعد صدق عند مالكه *** وفي المواقف ما زلت له قدمُ
تخاله إن سطا الأبطال صاعقة *** من صوته حل في آذانها صممُ
تفر من سيفه رعبا فيسبقها *** فيغتدي بعضها بالبعض ينحطمُ
والموت يعقلها والسيف يستلب الـ *** أرواح منها وعزرائيل يستلمُ
لم تدرِ من دهشة أعمارها هي بالـ *** ـزلزال أم صارم العباس تنصرمُ
أعظم به بطلاً لم يثنِه وجل *** كلاّ ولم يلوِه كلّ ولا سأمُ
ولا الجموع وإن لم يُحصَ عدّهُمُ *** ولا الأسنّة والهنديّة الخذمُ
لو كان همته محو العداة لما *** صالوا عليه ولم يرفع لهم علمُ
لكنما في القضا دون ابن فاطمة *** بقتله قد جرى في لوحه القلمُ
وإن مسطوره قد حلّ موعده *** وحان ما أحكمته في الورى الحكمُ
فكرّ ذو الفرّ واستولى الذباب على ال *** ليث الهزبر وصاد الباشق الرخمُ
فخرّ للأرض ذاك الطود منعفرا *** اللّه كيف الرواسي الشمّ تنهدمُ
وصاح مستصرخا غوث الصريخ أبـ *** ـي الضيم من هو للاّجين معتصمُ
أخي فديتك أدركني لعليَ من *** رؤيا محيّاك قبل الموت أغتنمُ
فانقضّ كالصقر إذ وافى فريسته *** وفي الحشا منه نار الحرب تضطرمُ
وشقّ بالمشرفي العضب جمعهُمُ *** وصاح أين المفر اليوم ويلكمُ
قتلتُمُ ابن أبي تبّا لكم فلقد *** قصمتُمُ اليوم ظهري لا أبا لكمُ
ومذ رأى ذلك الجسم الصريع رأى ال *** خطب الفظيع وأوهى قلبه الألمُ
رآه منجدلاً في الترب منفصلاً *** ما كان متّصلاً كفاه والعلمُ
والنبل في جسمه كالشوك مشتبك *** ورأسه بعمود البغي منقسمُ
فظل يندبه والدمع منسجم ***والقلب منكلم والظهر منقصمُ