شعراء القطيف (المرهون)

img

{46} الشيخ عبد اللّه‏ المعتوق

المتوفّى سنة ( 1362 )

هو العلاّمة الجهبذ، الثقة الثبت، حجة الاسلام الأواه، الشيخ عبد اللّه‏ بن معتوق ابن درويش بن معتوق بن عبد الحسين بن مرهون، متّصلاً نسبه العالي إلى إحدى القبائل العربية العريقة في النسب. وآل مرهون أفخاذ متعدّدة متفرّقون في كثير من الأمصار، كالقطيف والبحرين والبصرة والكويت وغيرها. ولد سنة ( 1274 )، نشأ محبّا إلى الخير وأله، على استعداد كامل لتلقّي العلوم، فما بلغ العشرين من عمره إلاّ وهو من المتميزين المشتغلين بطلب العلم في بلاده، ثم هاجر اءلى النجف الأشرف ليرتوي من نميرها الصافي. فظل مثابرا نيّفا وعشرين سنة حاز فيها قصب السبق، وفاز بالقدح المعلّى، وأبح ذلك المجتهد المشار إليه بالبنان، مؤيدا بالشهادات الاجتهادية.

ثم عاد إلى وطنه ومقرّه تاروت مرجعا دينيا، وأبح مقلَّدا لكثير من أهالي القطيف والأحساء والبحرين، مضيافا معوانا للخير، مفخرة للبلاد القطيفية عامّة، وتاروت خاصّة. فاجأه الحمام أائل جمادى الاُولى سنة ( 1362 )، فكان لموته أثر عظيم لازال مفعوله إلى يومنا هذا، تاركا وراءه نجليه الكريمين، وآثاره العلمية وديوانه القيم في رثاء أهل البيت عليهم السلام
( صب اللّه‏ على قبره شآبيب الرضوان ). وإليك نموذجا منه:

في رثاء أمير المؤمنين عليه السلام

لا تقل مات علي إنما *** قلت خرّ العرش لا بل أعظمُ

بل نعاه العرش والكرسي والـ *** ـلوح حزنا ونعاه القلمُ

بل نعاه الروح في جوّ السما *** وكسا الاُفق السحاب المظلمُ

ونعاه كل حي في الورى *** وبكاه حلّها والحرمُ

ليتني أفديه إذ عمّمه *** من يدي شرّ البرايا مخذمُ

ودعاه وهو في محرابه *** يخضب الشيبة والوجه دمُ

قوّضي يا وفده الرحل فقد *** قوّض الجود به والكرمُ

يا بني الزهراء ما قام لكم *** بعد هذا اليوم يوما علمُ

فلقد شتّت دين المصطفى *** فهو للساعة لا يلتئمُ

فعجيب أي ركن بعد أن *** هدّ ركن المجد لا ينهدمُ

وعجيب أي قلب بعدما *** شقّ قلب الدين لا ينكلمُ

فالورى من بعده في حيرة *** إنه فيها الكتاب المحكمُ

عميت عين الهدى من بعده *** وأصاب السمع منه صممُ

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة