محاضرات إسلامية ـ 7

img
  • والحسن الذائد، والحسين الآمر.

وماهي وظيفته في الدنيا تنعكس حقيقته في الآخرة، فيكون هو الآمر، وبهذا يتضح جلياً ما ورد في حديث الكساء من التفريق في الرد المحمدي على سلام سبطيه، فوصف الحسن بأنه «صاحب حوضي»، وهو متناسب جداً مع ما ورد في رواية تفصيل الأدوار، وحقيقتها: فإن صاحب الحوض هو من يذود عنه وهو المحامي وهو المانع والحابس والمتصرف. وحين يذود الحسن الغيرمؤهلين هنا يأمر الحسين المؤهلين للاقتراب فهو الشافع.

الآن إلى هنا انتهت مرحلة الحوض.

  1. علي بن الحسن (عليهما السلام):
  • وعلي بن الحسين الفارط «الرائد».
  • وعلي بن الحسين جامعها.

 ثم بعد السائق تأتي مرحلة الإمام زين العابدين (عليه السلام) وهو الرائد.

ما معنى الرائد؟

الرود: التردد في طلب الشيء.

الرائد: برفق من يتقدم القوم لينير لهم الطريق من يُرسل لالتماس النجعة وطلب الكلأ الذي يتقدم القوم ليبصر لهم الكلأ و مساقط الغيث، مثل هذا الرائد لابد أن يكون خبير، ولابد أن تشعر الأمة بخبرته وتثق به ويكون عندها بموضع الريادة ترسله ليتبين لها الطريق الأكمل والمنفعة الكبرى. واقع الحال يكشف أن الامة كانت تسير بشكل مستقر بعد أن خُلقت فيها الإرادة وكانت تعتمد على الإمام في إراءة الطريق وتحديد الخُطى و الهدف.

والملفت هو أن الرائد عند الراغب هو التردد في طلب الشيء برفق، وهذا كان اُسلوب الإمام هو أنه كان يقود الأمة بأسلوب روحاني قريب من النفوس يثبت الإنسان عندما تعصف به المغريات و تشده إلى ربه حينما تجره الأرض إليها، لذا فهو تلمس حاجاتها، فيوردها ما يملأ تلك الحاجة و يسدها؛ لذا ورد أنه كان يخطب كل جمعة، فهو الذي أعاد اجتماع الأمة واطمئنانها بالقيادة. فهو الجامع للأمة بعد تفرقها عن أبيها (عليه السلام).

وبعد هذه المرحلة تأتي المرحلة الثانية لأدوار الأئمة (عليهم السلام) من الإمام الباقر إلى الإمام الصادق (عليهما السلام): مرحلة البناء للجماعة الصالحة التي حُصنت بالحد الأدنى من التحصين ـ بتعبير الشهيد الصدر ـ وانتخاب مجموعة من الأمة يحصنون بأعلى درجة ممكنة من التحصين ويوعّون بأعلى درجة ممكنة من التوعية، حتى تكون هذه الجماعة هي الرائد والقائد والحامي للوعي الإسلامي المحصّن بالحد الأدنى.

تأتي هذه المرحلة ليكون الإمام الباقر هو الناشر.

يتبع…

الكاتب الادارة

الادارة

مواضيع متعلقة