شعراء القطيف (المرهون)

img

{40} الملاّ سعود الآجامي

المتوفّى سنة ( 1345 )

هو الشاعر الأديب الملاّ سعود بن مرزوق الآجامي القطيفي. أحد الشعراء المجيدين في أهل البيت عليهم السلام. والآجام إحدى القرى الريفية بالقطيف، تقع منها غربا شمالاً زاوية ثالثة للعوامية وصفوى وهكذا. وكان شاعرنا الملاّ سعود أحد زعماء هذه القرية وصلحائها، على جانب من الورع والخير والصلاح. توفّي بالتاريخ المذكور تاركا وراءه خلفه الصالح ونظمه القيم في مراثي أهل البيت عليهم السلام، نقدّم منه هذه القصيدة:

في رثاء الحسين عليه السلام

أتربض في الغابات آساد هاشمِ *** أما طرق الأسماع ناعي ابن فاطمِ

لقد قتلته آل سفيان ظاميا *** ومن كفّه تروى جميع العوالمِ

أتلتذّ منها بالكرى أعين لها *** وقد سلبوا بالطف ستر الفواطمِ

أما سمعت ما قد جرى كيف صبرها *** أتصبر عن ثاراتها آل هاشمِ

ألا تمتطي قبّ المهار وتنتضي *** سراعا من الأغماد بيض الصوارمِ

أتنسى غداة الطف ليث عرينها *** ينادي ألا هل ناصر في الملاحمِ

فلبته فرسان الوغى صفوة الورى *** وسادته من كل شهم وحازمِ

وحفّت بليث الغاب معْ آل غالب *** وآل نزار كالاُسود الضراغمِ

وقد اُضرمت نار الوغى وتلاحمت *** اُسود الشرى واسودّ يوم التصادمِ

فكم غرسوا سمر القنا في صدورها *** وكم حصدوا هاماتها باللهاذمِ

وكم أقحموا الجرد العتاق بموقف *** كبحر خضمّ بالدما متلاطمِ

تعجبت الأملاك من سطواتها *** بصبر على تلك الاُمور العظائمِ

إلى أن تهاووا لهف نفسي على الثرى *** كشهب دجى صرعى ببيض الصوارمِ

فأظلمت الأكوان من بعد فقدهم *** وصارت كليل أسود اللون فاحمِ

قضوا وإلى جنات عدن لقد مضوا *** فطوبى لهم فازوا بأسنى الغنائمِ

وظلّ وحيدا واحد العصر بعدهم *** بلا ناصر بين الجموع ولا حمي

لقد شد فيها كالوصي إذا سطا *** فجرّعها كأس الردى ليث هاشمِ

وألبسها عارا وبدّد شملها *** بأسمرَ خطّار وأبيضَ صارمِ

وقد حجل الخيل العتاق من الدما *** غداة جرى بحرا دماء الضراغمِ

أما هو شبل المرتضى فارس الوغى *** إذا استعرت يوما وأول قادمِ

ومن تختشي الأبطال من سطواته *** إذا ما سطا كالليث بين السوائمِ

ولمّا أقام الدين بالسيف للورى *** وشيّد أركان العلا والمكارمِ

أحاطت به الأرجاس من كل جانب *** بنبل وأحجار قنا ولهاذمِ

فصادفه سهم بلبة قلبه ***     أصاب حشا أفلاكها والعوالمِ

فعجت عليه بالحنين وأعولت *** ملائكها ما بين باك ولاطمِ

وعطلت الأفلاك عن دورانها *** وعرش الإله اهتزّ يوم ابن فاطمِ

وزلزلت الأرضون لما ثوى بها *** قوام الورى طرّا وأقوى الدعائمِ

وإن أنسَ لا أنسَ الخليفة بعده *** ووارث علم اللّه‏ بين الغواشمِ

عليلاً أسيرا سار يهدى لجلّق *** على ضالع ما بين باغٍ وشاتمِ

وأعظم شيء هدّ شامخة العلا *** وزلزل عرش اللّه‏ سلب الفواطمِ

غدت حسّرا بعد التخدّر والعِدا *** تقنّعها بالسوط وهي بلا حمي

وتهدى إلى الطاغي يزيدَ على المطا *** سبايا كسبي الترك أو كالديالمِ

فأين اُباة الضيم أبناء غالب *** لتنظرها في الأسر من غير عاصمِ

متى يظهر المهدي من آل هاشم *** ليأخذ حق الآل من كل ظالمِ

إليكم بني المختار منّيَ غادة *** تحنّ حنين الفاقدات الرواسمِ

تسحّ على أهل الطفوف مدامعا *** كغيث جرى من مهجة القلب ساجمِ

أتتكم من العبد المقصّر فاقبلوا *** وكونوا له ملجا بكل العظائمِ

عليكم سلام اللّه‏ ما درّ شارق *** وما سجعت بالشيح ورق الحمائمِ

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة