شعراء القطيف (المرهون)

img

{39} الحاج محمد العبيدي

المتوفّى سنة ( 1345 ) تقريبا

هو الأديب الشاعر، الحاج محمد بن رضوان العبيدي القديحي القطيفي. وآل العبيدي قبيلة عريقة في النسب، احتوت على رجال صلحاء أخيار أاثل، ومن بينهم شاعرنا المذكور، فقد أضاف إلى ذلك خدمته لأهل البيت عليهم السلام في شعره الفصيح وغيره، شأن أمثاله من محبي أهل البيت الطاهر عليهم السلام. توفّي رحمه الله بالتاريخ المذكور على حد التقريب، ( تغمّده اللّه‏ بالرحمة والرضوان ). وإليك نموذجا من شعره:

في رثاء الإمام الحسين عليه السلام:

سهرت ليلي نحيف الجسم اضطربُ *** والحزن بادٍ ودمع للعين ينسكبُ

لمعشر في عراص الطفّ قد نزلوا *** على الحفيظة لا زالوا ولا ذهبوا

بيض الوجوه كريمات أكفّهُمُ *** قومٌ إلى ذروة العليا إذا نسبوا

سل كربلا عنهُمُ ينبيك فعلهُمُ *** في ملتقى الحرب والهيجاء تلتهبُ

صالوا بها وهُمُ اُسد ضراغمة *** ومن سيوفهُمُ الأبطال تضطربُ

كم فارس صرعوه عند وثبتهم *** والروس تقطع والأرواح تستلبُ

مذ أوقدوا فيالوغى‏نارالحروب غدت *** بها جسوم أعاديهم‏لها حطبُ

تخشاهُمُ الاُسد يوما عند وثبتهم *** والموت يخشى عليه إن هُمُ غضبوا

تراهُمُ بين مسرور ومبتسم *** تحت العجاج وفي المحراب ينتحبُ

فعانقوا الحور والولدان في غرف *** من بعدما عانقتها السمر والقُضُبُ

ماتوا على ظمأ روحي الفداء لهم *** قامت لهم في العلا  في مجدهم قببُ

وظلّ طود الهدى والدين منفردا *** بلا نصير عليه الجيش ينقلبُ

فصال فيهم بعزم وهو مبتسم *** والموت في سيفه من أينما ذهبوا

فبينما هو يفنيهم بصارمه *** أتاه سهم الردى والقلب يلتهبُ

فخرّ نور الهدى في الترب منعفرا *** روحي الفداء له بالدم يختضبُ

بقي ثلاثا بلا غسل ولا كفن *** تسفي عليه سوافي الريح والتربُ

ونسوة بعد ذاك الصون قد برزت *** تنعى بصوت ودمع العين ينسكبُ

من مبلغ فاطمَ الزهرا وحيدرة *** بناته بين أيدي القوم تُنتهبُ

لهفي لها بين أيدي القوم حاسرة *** تدعو بآبائها والقلب مرتعبُ

لهفي لها في ظهور العيس باكية *** والدمع من عينها كالغيث ينسكبُ

فأين عنها اُباة الضيم تنظرها *** تنعى بصوت مريع وهي تنتحبُ

من مبلغ المصطفى والطهر حيدرة *** رأس الحسين برأس الرمح ينتصبُ

ولو يرون علي بن الحسين على *** كور النياق بقيد الذلّ ينتحبُ

ينعى بصوت بقيد الذل مضطهدا *** يرى النسا ولها الأعداء تستلبُ

وينظر الرأس فوق الرمح لاح كما *** لاح الهلال باُفق زانه الشهبُ

يا آل أحمد يا من قد رجوتُهمُ *** لوحدتي في معادي حين أضطربُ

حزني عليكم طويل دائما أبدا *** طول الليالي ومنّي القلب ملتهبُ

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة