كشكول الوائلي _ 110

img

سبب تسميته عليه السلام بزين العابدين

إذن فكلّ الألقاب التي كان عليه السلام يلقّب بها إنما هي ألقاب منتزعة من أفعاله العبادية في حياته، ومنها لقب زين العابدين. وهناك عدّة روايات تُنقل في هذا المجال حول سبب تلقّبه وتسميته عليه السلام بهذا اللقب، ومنها:

الاُولى: أنها مروية عن رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله. فهناك رواية تنقل عن رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله تنصّ على أن هذا التعبير وارد عنه صلى الله عليه وآله، فقد نصّ أكثر المؤرخين على أنه صلى الله عليه وآله كان يخبر عن جملة من الملاحم ويحدّث عنها، فقال من ضمن ماقال صلى الله عليه وآله: « إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ: أين زين العابدين؟ فكأني انظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطو بين الصفوف»(1).

الثانية: أنها عن الزهري عن رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله(2).

الثالثة: أنها عن الزهري نفسه. فهناك رواية اُخرى تنسب هذه التسمية للزهري نفسه، فقد كان قاضياً عند الاُمويّين، فابتلي بدم خطأ؛ حيث إنه كان قد جيء إليه بشخص فعاقبه حتى مات، فلما عرف أنه مات أصابه يأس وقنوط من الحياة، وحبس نفسه في بيته ولم يخرج منه. ودخل الإمام السجاد عليه السلام المسجد مرّة فسأل عنه، فقيل له: هل لك فيه؟ قال عليه السلام: « إن لي فيه ». أي اُريد أن أراه، فقال له أحدهم: إنّ من أمره كذا وكذا، وهو يظن نفسه أنه قاتل الرجل.

فدخل عليه الإمام عليه السلام وقال له: «إنّ ما أخافه عليك من قنوطك من رحمة اللّه أكثر مما أخافه عليك مما ابتليت به، وقنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيء أعظم عليك من ذنبك». فقال الزهري: اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (3)، لقد فرّجت عني فرّج اللّه عنك، أشهد أنك زين‏ العابدين. ثم رجع إلى أهله وماله(4).

الرابعة: أنها منسوبة لهاتف

وفي المقابل نجد أن هناك رواية تنسب هذه التسمية لهاتف، حيث إنها تقول: سمع صوت لم يُرَ شخصه ينعته بهذا النعت(5).

يتبع…

_______________

(1) الأمالي ( الصدوق ): 410 / 532، مناقب آل أبي طالب 3: 304.

(2) علل الشرائع 1: 230/ ب 165، ح 1، وفيه: عن عمران بن سليم قال: كان الزهري إذا حدّث عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: حدّثني زين العابدين علي بن الحسين. فقال له سفيان بن عيينة: ولم تقول له زين العابدين؟ قال: لأني سمعت سعيد بن المسيّب يحدّث عن ابن عبّاس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال. ثم نقل الحديث الآنف.

(3) الأنعام: 124.

(4) ينابيع المودّة 2: 468.

(5) علل الشرائع 1: 230/ ب 165، ح 1.

الكاتب الادارة

الادارة

مواضيع متعلقة