شعراء القطيف (المرهون)

img

{37} الملاّ عبد اللّه‏ المادح

المتوفّى سنة ( 1345 )

هو الخطيب الشهير، الطائر الصيت، الملاّ عبد اللّه‏ بن علي بن علي المعروف بالمادح. له فن خاص في خطابته بما امتاز به عن غيره، وشعره ـ لاسيما الشعبي منه ـ ميزه عن سائر الشعراء الشعبيين. كما امتاز بصلاحه وتقواه وتجوله ؛ فقد سكن أكثر من أربع قرى، كأن لسان حاله يقول:

كل دار للعامرية دارُ

وآل المادح يقطنون قرية « حلة امحيش » المعروفة سابقا بـ « حلة أبارق »، ومنهم اليوم فيها رجال معروفون بالخير والصلاح ( كثر اللّه‏ أمثالهم ). توفّي المادح المترجم بالتاريخ المذكور عن عمر ناهز الستين عاما، قضاها في خدمة أهل البيت عليهم السلام وفيما يهمّ العقلاء. وخلّف وراءه مؤلفه القيم في أحوال أهل البيت الطاهر عليهم السلام أسماه (سلوة الألاّء)، وديوان شعره باللغتين الفصحى والشعبية ( تغمده اللّه‏ بالرحمة )، فلنستمع اءليه يقول:

في رثاء الحسين عليه السلام

جل خطب عرا الوجود كدورا *** يا مليك الأقدار عجل ظهورا

ظهرت في الأنام تسعة رهط *** ملأت أرحب البسيطة جورا

سعت القوم سعي أصحاب لوط ***  زعم القوم سعيهم مشكورا

جاوزت حدّها وزادت فسوقا ***  وعتا حوبها عتوّا كبيرا

فازمع الحرب يا مدير رحاها ***  واجعل الجور كالهبا منثورا

وتدارك لذي الرسالة شرعا ***  ولثارات من قضى منحورا

يوم طوفان كربلا مستطير ***  والهدى قام داعيا مستجيرا

وأبو الفضل داعي اللّه‏ لبى ***  فغدا للكفاح يعدو سرورا

مستفزا إلى الكريهة اُسدا ***  ترك الجمع عزمها مكسورا

فلقت بالسيوف للكفر هاما ***  وهوت جثّما تسامي البدورا

فانتضى السيف للكفاح همام ***  فترى الكفر يومها قمطريرا

وانجلت غمة الهياج برأس ***  لرئيس يحقق التفسيرا

يعظ الكفر صادعا بمجيد ***  صيروه بأهوج مهجورا

وغدت أضلع العلا بالمذاكي ***  كالقوارير كسرت تكسيرا

ويل حرب ما كان ذنب علي ***  صدعت ركنه وأشفت صدورا

ويل حرب ما كان ذنب علي ***  كورت بدره الظبا تكويرا

ويل حرب ما كان ذنب علي ***  شجرت ولده القنا تشجيرا

رجت الأرض بالكآبة رجّا ***  والسما أوجها غدا مفطورا

رجت الأرض بالكآبة رجا ***  والسما بعد أوشكت أن تمورا

رجت الأرض بالكآبة رجا ***  ودهى الخطب بيتها المعمورا

وعلى عامر الطفوف سلام ***  وصلاة تهدى الدوام حبورا

يتبع…

الكاتب الادارة

الادارة

مواضيع متعلقة