شعراء القطيف (المرهون)

img

{36} الشيخ جعفر العوامي

المتوفّى سنة ( 1342 )

هو العلاّمة العلم، الشيخ جعفر ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد اللّه‏ العوامي، المولود في ( 15 / 5 / 1281 ). عني به أبوه عناية تامّة، فرباه تربية صالحة. والولد إذا كان على استعداد لقبول الكمالات كان بالتربية متأثّرا، ولقبول العلوم أهلاً، ولكل شيء صالح مفعولاً في نفسه، فربما رقى به إلى الأج، كمترجمنا (أعلى اللّه‏ مقامه)؛ فلقد بزّ أقرانه، وأصبح منقطع النظير بين أخدانه في كل ما اُوتي من مواهب. تلقّى أكثر علومه في النجف الأرف، حيث أقام هناك ثمانية عشر سنة، وبعدها عاد إلى وطنه القطيف، فكان مقرّه في بلاده العوامية علما من الألام، قائما بواجبه، مؤديا لرسالته، ومن ذلك مؤلّفاته القيّمة التي تزيد على أربعين مؤلفا في الفقه والتوحيد وشتى العلوم، ولولا ضيق المجال لذكرتها مفصّلة. واءن شئت ذلك فارجع اءلى ما كتبه عنه حفيده في كتابه ( أعلام العوامية ) من ترجمته المفصّلة. وتجد هناك شيئا كثيرا من أدبه الذي مدح ورثى به أهل البيت عليهم السلاممما يزيد على ثلاثين قصيدة، أخذنا منها موضع الحاجة. توفّي ( رحمه اللّه تعالى ) في البحرين ( 13 / 1 / 1342 )، ودفن مع العلاّمة الكبير ميثم ( تغمده اللّه بالرحمة، وصبّ على قبره شآبيب المغفرة
والرضوان ). فلنستمع اليه يقول :

في رثاء الحسن عليه السلام

هلمّ لنبك الدين لانت قناته *** وساد على السادات فيها عبيدُها

هلم لنبك هاشميا تطاولت *** به نبعة للمجد يسمو صعودُها

إذا ما السنين الممحلات تراكمت *** وعز على أهل الزمان جمودُها

دعا ابن أمير المؤمنين إلى الندى *** ومن لركاب الدين مجدا يقودُها

لقد حجّ مشياً والركائب دونه *** مجنّبة شدّت عليها قتودُها

لعمري لقد صارت سجايا جدوده *** إليه ويسمو بالجدود وليدُها

ولم أنسَه لمّا تجرع شربة *** من السم دافته إليه وغودُها

قضى نحبه لمّا تقطّع قلبه *** فهدّ من الدين الحنيف مشيدُها

ولم أنسَ إذ ساروا به عند جده *** لتجديد عهد باعدته عهودُها

وسلّ جهارا منه سبعون نبلة *** وكل لقد شاكت وخاض عديدُها

فأين رسول اللّه عنه وفاطم *** وحيدرة مولى الورى وعميدُها

فذا جسمه أضحى كقنفذ شوكة *** وقد حكمت خير البرايا عبيدُها

وهلاّ قريش أقبلت في سراتها *** وجعجع بالخيل العراب عديدُها

وهلاّ نزار رجعت في كماتها *** وحمرائها حتى قصيا تعيدُها

لتنظر ما لا قى فتاها من الأذى *** وهل فيهُمُ من بعده من يسودُها

نعم في أبي المجد الحسين كفاية *** لطالب مجد إذ تسام وفودُها

ألا إنه في رزئه خير صابر *** كما إنه للمؤمنين رشيدُها

فصلّى عليه اللّه خير صلاته *** متى من أريج الريح هب جديدُها

يتبع…

الكاتب الادارة

الادارة

مواضيع متعلقة