شعراء القطيف (المرهون)

img

الشيخ محمد العوامي

توفّي ( 27 / 1 / 1318 )

وله أيضا في رثاء الحسين عليه السلام

بُكم المعاهد ماذا فيك قَد حانا *** وأين سكانك الساقون قِدحانا

وقفت فيها اُناديها وأسألها *** أين الأنيس ومن أعلوك بنيانا

أين البدور المشيدون العلا شرفا *** والملبسون الهدى والدين تيجانا

أين الغيوث المعمون القرى كرما *** والموسعون الورى والمجد إحسانا

أين الاُسود التي تحمي الثغور بهم *** لا يطلبون لدى الهيجاء أعوانا

نادت بهم لعبت أيدي النوى فغدوا *** للسيف والنبل والخطّي قربانا

فقلت هل جمّعتهم بعدما رحلوا *** دار وهل ألِفوا مأوى وأوطانا

أجابني عوضا رجع الصداء نعم *** وجه الثرى والعرا قبرا وأكفانا

فلتبك عين العلا والدين بعدهُمُ *** وليألف المجد تعدادا وأشجانا

فابن العلا والمعالي خير من حملت *** به النسا في الورى شيبا وشبانا

سرى على اليعملات النيب يصحبه *** عزم يهد من الأكوان أركانا

في فتية من بني العليا جهابذة *** باعوا على اللّه‏ أرواحا وأبدانا

تراهُمُ حين ثار الكون واستعرت *** نار الوغى لهبا اُسْدا وثعبانا

حتى إذا كره الأعداء موقفهم *** خرّوا سجودا على البوغاء إذعانا

وخلّفوا سيدا ساد الورى همما *** بين العداة بأرض الطف حيرانا

إن ينظر الآل شبّت نار مهجته *** أو ينظر الصحب أذرى الدمع غدرانا

فراح يوعظ أقواما به علموا *** والحر يوضح أعذارا وتبيانا

حتى إذا لم تفد فيهم مواعظه *** دعاه حب اللقا للّه‏ قربانا

أفديك يا واحد الهيجاء منفردا *** تعدو كليث شرى في الكرّ غضبانا

تلقى الكتائب لا تخشى لها ولقد *** هدمت من سمكها المرفوع بنيانا

حتى إذا لم تجد عند اللقا أحدا *** إلاّ وقد فرّ خوف الموت سكرانا

ما زال منتظرا فعل اللئام به *** حتى اُصيب خضيب الشيب لهفانا

يشكو الظما والفرات العذب ينظره *** وردا يعاتب فيه الكلب سرحانا

أيقتل السبط فوق النهر ذا عطش *** يا غيرة اللّه‏ يقضي السبط ظمآنا

يا غيرة اللّه‏ تروى البيض مِن دم مَن *** يفديه خير الورى نفسا وولدانا

يا غيرة اللّه‏ تروى السمر مِن دم مَن *** قد كان للمصطفى روحا وريحانا

وتحطم الصافنات الجرد جثة من *** تخال جثمانه النوري ميدانا

يا ويلها تتعامى عند رؤيته *** مفصل الجسم فوق الترب عريانا

أفديه شلوا غداة الطف منعقدا *** له البتول تديم الشجو أزمانا

أفديه شلوا على الرمضاء منجدلاً *** كسته ريح الصبا والترب قمصانا

ورأسه فوق ميّاد يدار به *** بين البرية بلدانا فبلدانا

يتلو من الذكر آي الكهف تحسبه *** في منبر الوعظ طاها خير من كانا

وإن نسيت فلا أنسى عقائله *** ترنوه منعفرا في الترب عريانا

تدعوه يا خير من يحمي حرائره *** انظر فديتك أطفالاً ونسوانا

هاتيك تسلب أطمارا وأخمرة *** وتلك تضرب بالأسياط أبدانا

وتلك تأتي إلى القتلى تودعهم *** وتلك تلثم أثغارا وأسنانا

يتبع…

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة