تكملة الوصايا الثمان ـ 1

img

مصطفي آل مرهون

«وإذا كنت على المائدة فاحفظ حلقك»

وقد وضع الإسلام منهجاً خاصاً للتغذية ومنه:

1ـ الاعتدال في الطعام وعدم الإسراف فيه ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]. ويقول الصادق×: «لو اقتصد الناس في المطعم لاستقامت أبدانهم»([1]). ويقول النبي‘: «وكل وأنت تشتهي، وأمسك وأنت تشتهي»([2]). وقال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»([3]). وقال: «المعدة بيت كل داء، والحمية رأس كل دواء، واعط كل نفس ما عوّدتها»([4]). كما أن هناك مضاعفات:

منها: التعرض للسمنة والبدنة.

ومنها: تعرض الجهاز الهضمي للأمراض.

ومنها: إصابه الإنسان بالفباوة و عدم الذكاء.

2 ـ مضغ الطعام لكي تقوم المعدة بوظيفتها بسهولة.

3 ـ برودة الطعام، يقول الرسول‘: «برّد الطعام فإن الحار لا بركة فيه»، فالطعام الحار يضر بلأسنان والحق والمعدة وغير ذلك.

4 ـ تجنب الأغذية المحرمة، يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ * إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ﴾ [البقرة: 172 – 173].

كما أن كثرة الأكل يذمّ عليها الإنسان، يقول علي×: «قد أقبل عليكم رجل مندحق البطن واسع البلعوم يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد»([5]).

ويقول لقمان لولده: «يا بني إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة»([6]). ويقول الرسول‘: «لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام، فإنه من أكثر الأكل أكثر الشرب، ومن أكثر الشرب أكثر النوم، ومن أكثر النوم مات قلبه، وإن القلب يموت منه كالزرع إذا كثر عليه الماء»([7]).

5 ـ ومن الآداب أن يأكل باليمنى، ويبسمل في البداية، ويحمد الله في النهاية.

____________________

([1]) طب الأئمة^: 4.

([2]) بحار الأنوار 59: 290/ ب88.

([3]) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 118.

([4]) طب الأئمة^: 6.

([5]) نهج البلاغة (تحقيق صبحي الصالح): 92/ 57.

([6]) المحجة البيضاء 5: 151.

([7]) مكارم الأخلاق: 149، انظر تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 54، أورد ما بين الشارحتين عن عيسى بن مريم×.

ـ يتبع ـ

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة