الحكمة _ 5

img
عام 0 ----

مصطفى آل مرهون

الأمر الرابع: معرفة الله سبحانه وتعالى

والتي تعني الخوف منه، والخضوع له وطاعته تعالى خاصة في هذا الشهر الشريف الذي يقول عنه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والرضوان، هو شهر عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله…»([1]).

الأمر الخامس: الفهم والعقل

وفي كلام الإمام موسى (عليه السلام) لهشام بن الحكم في تفسيره للآية الكريمة يقول: «إن الحكمة هي الفهم والعقل»([2]). وهذا يعني أن على المرء أن لا يتحرك من خلال الارتجال المتطرف أو الانفعال أو الغضب أو العاطفة، بل عليه أن يكون رزيناً وعادلاً.

الأمر السادس: معرفة الإمام

ففي الحديث: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية»([3])؛ لأنه لا يعرف من أين أخذ دينه، وهذا يعني أنه من الهمج الرعاع أتباع كل ناعق.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام) قال راوي الحديث: قلت: جعلت فداك، قوله: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾ [لقمان: 12]؟ قال: «أوتي معرفة إمام زمانه»([4]).

كما نلاحظ أن المعرفة تعني الانقياد والطاعة؛ ولذلك يقف الحسين(عليه السلام) في يوم عاشوراء محتجاً على القوم ومعرفاً نفسه:

لهفي له إذ قـام فيهـم خـاطباً *** وإذا هـم لا يملكون خطابا

يدعو ألست أنا ابن بنت نبيكم *** وملاذكم ان صرف دهر نابا

وفي الدعاء: «اللهم عرّفني نفسك فإنك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرّفني رسولك فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرّفني حجتك فإنك إن لم تعرّفني حجتك ظللت عن ديني»([5]).

انتظار فرج

ونحن في ظل امامنا المهدي (عليه السلام) فإن أفضل الأعمال انتظار الفرج؛ فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: «أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل». وفي حديث آخر: «أفضل العبادة انتظار الفرج»([6]).

وسأل رجل الإمام صادق (عليه السلام): ما تقول في رجل موالٍ للأئمة (عليهم السلام) وينتظر حكومة الحق ثم يموت وهو على هذه الحال؟ فقال الإمام (عليه السلام): «هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه». ثم سكت هنيئة، ثم قال: «هو كمن كان رسول الله»([7]).

وفي بعض الروايات: «بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)»([8]). وفي بعضها: «بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)». فمتى يا فرج الله.

_________________

([1]) أمالي (الصدوق): 153/ 149.

([2]) الكافي 1: 16/ 12.

([3]) كمال الدين وتمام النعمة: 409/ 9.

([4]) تفسير القمي 2: 161.

([5]) الكافي 1: 337/ 5.

([6]) كمال الدين وتمام النعمة: 287/ 6.

([7]) المحاسن 1: 173/ 146.

([8]) انظر: بحار الأنوار 27: 126/ 116.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة