المضطر

img

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ)

آمنا بالله .. صدق الله العي العظيم(سورة النّمل : الآية 62 )

 

سيكون حديثي إن شاء الله في نقطتين :

  • المعني الحقيقي للمضطر.
  • أما النقطة الثانية فستكون ردًا عن شبهة من الشبهات الموجهة إلينا.

 

المضطر في معجم المعاني الجامع

 

المُضطَرّ:  ( اسم ) هو اسم  مفعول مِن اِضْطَرَّ

ويقال:
اضْطَرَّهُ إِليه : أَحْوَجَهُ وأَلْجَأَهُ.

 

الفقهاء يعرفون المضطر فيقولون : هو الذي يُلجئه مرض أو فقر أو نازلة من نوازل الدهر إلى التضرع الى الله تعالى.

 

إن الإنسان يتعرض الى حالات بعض هذه الحالات يقوى على مقابلتها يعني يقدر على دفعها فهذه  تكونخارجة عن نطاق بحثنا (الاضطرار).

وبعض الحالات لا يقدر على دفعها

 

كالمرض والفقرفهما  خارجان عن حالة الاختيار ،أيضا عندما تمر على الانسان نائبة من نوائب الدهر  مثلا رجل اعزل لا يملك شيء يرى نفسه عند بؤرة سلاح عند مجرمين

ما العمل ؟ ما الحيلة ؟

 

هناك آيات كثيرة تدل على أن الإنسان يتوجه عند الاضطرار كركوب السفينة نحو ربه فيدعوه بالإخلاص فيستجاب له كقوله تعالى (حتى إذا كنتم في الفلك) إلى قوله (وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين)يونس: 22.

 

الآية المباركة(امن يجيب المضطر)في تفسيرها دلَّت على أن المضطر إذا دعا  ربه : استحق الإجابة ، ولكن البحث هنا سيكون: ما هو المقصود بالمضطر في الآية المباركة ؟ فهنا عندنا رأيان :

الرأي الأول : ما ذكره السيد الطباطبائي عليه الرحمة في كتاب الميزان أن المضطر : هو الإنسان المنقطع إلى الله ، ما معنى هذا الكلام ؟ نقول :هناك آيتان في القرآن تفسر إحداهما الأخرى ..

 

الآية الأولى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) سورة غافر :60 .

ظاهر هذه الآية أن الدعاء الحقيقي يستلزم الإجابة ، إذا صدر الدعاء الحقيقي من الإنسان ضمن الإجابة ، لكن هذه الآية لم تفسر لنا ما هو الدعاء الحقيقي الذي إذا صدر ضَمِن الإنسان الإجابة ..

 

جاءت لنا آية أخرى تفسر معنى الدعاء الحقيقي وهي قوله تعالى : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) يعني الدعاء الحقيقي المستلزم للإجابة هو دعاء المضطر ، المضطر إذا دعا فدعاؤه حقيقي يستلزم الإجابة ، لماذا؟ لأن المضطر هو الذي يوقن بفشل جميع الأسباب المادية ، فالإنسان مثلاً إذا أصابه مرض خطير وأيقن أن جميع الأسباب المادية فشلت في علاجه أو أصابه خطر وأيقن أن جميع الأسباب المادية فاشلة في تخليصه ونجاته من الخطر،هذا الإنسان ينقطع إلى الله لأنه يدرك أن لا سبيل أمامه إلا الله فيلجأ إلى ربه ، هذا يسمى مضطر .

إذن المراد بالمضطر عند السيد الطباطبائي في هذه الآية (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)هو الإنسان الذي ينقطع إلى ربه في حالات شدة البلاء وشدة الخطر .

 

أما الرأي الثاني  : وهو الصحيح أن المراد بالمضطر في الآية : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) المراد بالمضطر الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) نحن نرجح هذا الرأي ؟ لوجهين

 

الوجه الأول : الروايات ونحن لا نستطيع رفع أيدينا عن روايات صحيحة تفسر لنا الآية ، عندنا معتبرة محمد بن مسلم عن الباقر عليه السلام ، وعندنا رواية عقبة بن صالح عن الصادق عليه السلام ، وموجودةعندنا هذه الروايات في تفسير القمي وفي البحار في غيرها ..

 

عن الباقر عليه السلام ، سألته عن تفسير هذه الآية : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) قال : (إنها نزلت والله في قائم آل محمد ، هو والله المضطر، إذا خرج صلى خلف المقام وتضرع إلى ربه فأجاب ربه دعاءه فلا تُرد له راية أبدًا وكشف عنه السوء وجعله خليفة الارض) ، إذًا الرواية تقول بهذا التفسير ..

 

الوجه الثاني : في الآية قرينة على أن المراد بالمضطر هو الإمام ، لماذا؟ لأن الآية في نهايتهاقالت : (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) نلاحظ هذا التعبير (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) القرآن الكريم فيه تعبيران :

 

تعبير (خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) وتعبير (خليفة الأرض) فرقٌ بين خليفة في الأرض وخليفة الأرض ، ما هو الفرق بينهما ؟ عندما نقول (الإنسان خليفة في الأرض) كل إنسان بمقدوره القيام بهذا الدور ، دور الخلافة في الأرض ، القرآن الكريم عندما خاطب آدم قال : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)سورة البقرة: 30 عندما خاطب النبي داوود عليه السلام : (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ)سورة ص:26.

 

اذن كل إنسان يستثمر الأرض يستثمر الطبيعة طبقًا لقوانين السماء ، هذا الإنسان يسمى خليفة في الأرض.

 

أما (خليفة الأرض) أعظم من هذا ، خليفة الأرض هو الذي يسيطر على الأرض ، هو الذي تخضع له الأرض كلها بتمامها بكنوزها ومعادنها وبركاتها ، هذا يسمى خليفة الأرض ليس فقط خليفة في الأرض .

 

القرآن الكريم عندما جاء يخاطب أمة النبي محمد لم يقل : (خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ) قال : (وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) ولم يقل : (خلفاء في الأرض) ، إذن أمة النبي وُعدت من قِبل الله عز وجل بخلافة الأرض كلها وليس خلافة في الأرض ، الخلافة في الأرض قام بها داوود وآدم وغيره ، أمة النبي وُعدت بشيء أكبر من هذا وُعدت بخلافة الأرض ، أن تكون لها الأرض كلها ببركاتها ومعادنها وكنوزها ..

 

إذن هذا الوعد وهو أن تكون أمة النبي خليفة الأرض ، هذا الوعد متى يتحقق ؟ إنما يتحقق في يوم الظهور ، إلى الآن لم يتحقق لأمة النبي هذا الوعدمازالت خليفة في الأرض كسائر الأنبياء، إذن نهاية الآية بها قرينة على أن المراد بالمضطر ليس هو كل إنسان يضطر وكل إنسان ينقطع فهو مضطر إلى الله (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ) ..

 

المضطر: هو الإنسان الذي بيده تحقيق خلافة الأرض ، الإنسان الذي بيده وعلى عاتقه تحقق الأمة الإسلامية خلافة الأرض ، وذلك الإنسان إنما ينطبق على الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) سورةالقصص:6

 

 

لذلك عندما ندعوا بهذه الآية (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ)لابد أن نلتفت إلى أننانقصد الإمام المنتظر ، أي أننانتوسل إلى الله ببركة الإمام المنتظر أن يكشف عنا الضر والبلاء فهو المضطر كما نقرأ في دعاء الندبة (أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ اِذا دَعا) إذن المراد بالمضطر في الآية الإمام المنتظر .

النقطة الثانية

حب آل البيت له قيمة وموضوعية عظيمة

 

لديناهنا شبهة بعض الأقلام ركزت عليها وهي تقول أن التراث الشيعي الإمامي يربي الشيعة على عاطفة سوداء وهي عاطفة الإحساس بالمظلومية والاضطهاد ومناسبات الحزن عند الشيعة أكثر من مناسبات الفرح ، وإذا تقرأ أدبياتهم ، أدعيتهم ، زياراتهم كلها تركز على المظلومية أيضا  علماء الشيعة ، خطباء الشيعة ، كتب الشيعة ، دائمًا يربِّون الشيعة على أنهم فئة مظلومة ،فئة مضطهدة ، فئة مسلوبة الحقوق  ، يِّربون الشيعة على هذا الإحساس ، الإحساس بالمظلومية والإحساس بالإضطهاد ، والإحساسبالنقص فيقولون:

مثلاً ، خذ هذا الدعاء الذي الذي يقرأه الشيعة للإمام المنتظر (اَللّـهُمَّ اِنّا نَشْكُو اِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا) يعني أننا مضطهدين (وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاَعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتْح مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْر تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَة مِنْكَ تَجَلِّلُناها وَعافِيَة مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ)  يقولون هذه التربية تربية خطيرة جدًا ، لماذا ؟ لأن في علم النفس الإجتماعي يُقال الإنسان إذا رُبِّي على أنه مظلوم ، على أنه مضطهد يعيش عقدة النقص ويترتب على ذلك أثران سلبيان :

 

الأول : العزلة عن المجتمع لأنه ناقص ..

الثاني : يعيش روحًا نقِمة والحقد على المجتمع ..

 

فعموم الشيعة إذا يُرَبَّون على أنهم مجتمع ناقص اما سينعزلون عن المجتمع الإسلامي ، وسيتخلفون عن بناء الحياة وبناء الحضارة أوسيعيشون روحًا نقمة على المجتمع الإسلامي ، بحيث لو أُعطوا فرصة لانتقموا من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ، إذن هذا التراث الشيعي تراث خطير جدًا ، تراث يربي على روح النقمة والضغينة .

ونحن في الجواب عن هذه الشبهة نقول :

 

أولاً : التراث الشيعي يشتمل على الشكوى ، صحيح أنه يشتمل على الشكوى ولكن الشكوى إلى الله تبارك وتعالى ، لا تُربِّي الإنسان على الانتقام ، وإنما تُربِّي عنده الإرادة والصبر على مصاعب الحياة ..

 

الإنسان عندما يمر بظروفٍ قاسية لمن يشكو؟ يشكو إلى ربه ، لماذا يشكو إلى ربه ؟ لأن الشكوى إلى ربه تعلمه على أن ينطلق بحيوية جديدة ويصارع الحياة بإرادة حازمة ، الشكوى إلى الله شحنة روحية تغذي الإرادة والحزم لدى الإنسان لا، أنها تربي الإنسان على روح الإنتقام ، اضرب لكم أمثلة من الأنبياء :

 

النبي يعقوب يقول القرآن عنه : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) شكوى يعقوب لا لأجل الإنتقام من أولاده وإنما شكوى يعقوب من أجل أن يتجدد عزمه وتقوى إرادته أمام مصاعب الحياة ..

النبي محمد صلى الله عليه وآله ،في كتبهم في البداية والنهاية أبن الاثير وأيضًا في السيرة الحلبية قصة معروفة عند الشيعة أيضًا ، عندما ذهب النبي صلى الله عليه وآله إلى الطائف يدعوهم إلى الإسلام أمروا صبيانهموسفهاءهم أن يخرجوا إليه ، خرجوا إليه يلقفونه بالأشواك والقذارة والأوساخ إلى أن دميَ جسده ، رجع النبي واستند إلى حائط (يعني بستان) ورفع يديه إلى السماء ، دعونا نتأمل هذه الكلمات العظيمة من النبي قال : (اللهم إني أشكو إليك …

ـ كما أننا نشكو في الدعاء اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا ـ “النبي هو الذي علمنا”

(اللهم اني اشكو اليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، اللهم يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تَكِلُني ، إلى بعيد فيتجهمني أم إلى عدوٍ ملَّكته أمري ، إلهي إن لم يكن بك غضبٌ عليّ فلا أبالي) خرج إليه ملك كما في الرواية قال : (يا رسول الله أمرني الله بأن أأتمر بأمرك ، إن شئت أطبقتُ عليهم الأخشبين) ما هو الأخشبين ؟ جبل قينقاع وجبل بني قبيس ، قال : ( لا ، إني أرجو أن يكون في أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا) نلاحظ الأمل عند الرسول ، ليس انتقام إنما أمل ، يعني الرسول “ص” استخدم الشكوى إلى اللهكسببً للتفاؤل سببًا لا سببا للتشاؤم  .

 

إذن نحن الشيعة الإمامية عندما نشكو إلى الله قلة عددنا وضعف قوتنا فهذا سبب للتفاؤل وليس سببًا للتشاؤم ، وليست سببًا على تربية أبنائنا على روح النقمة ، لا وإنما هو رصيدٌ روحي نستعين به أمام مصاعب الحياة وأمام كوارث الحياة ..

 

ثانيًا : التراث الإمامي يركز على الحزن صحيح ونحن دائمًا حزينون ، محرم و وفيات الأئمة ولا يخلو شهر من مناسبة حزن ، صحيح مناسبات الحزن عندنا هي الطاغية يقول الإمام الجواد«ع» :(يفرح هذا الورى بعيدهم ونحن أعيادنا مآتمنا)عندنا أحاديث أيضا ترسخ الحزن في نفوسنا (من ذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة) ..

هذا التراث الحزين الموجود عندنا ما هو الهدف منه ؟  هل الهدف من هذا التراث ، تراث الحزن ، تراث الأسى ، تراث العواطف هل الهدف منه تربية الشيعة على روح الحقد والضغينة والانتقام من أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى ؟ كما قالوا

لا أبدًا ،يقول الإمام الصادق عليه السلام يقول : (كونوا زينًا لنا ولا تكونوا شينًا علينا ، كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم إن الرجل منكم إذا صدق في حديثه و ورع في دينه وحَسُن خُلَقه مع الناس قيل هذا جعفري ، قيل هذا أدب جعفر فيسرني ذلك) .

وعن الإمام العسكري عليه السلام يقول : (إن الرجل منكم ليكون في القبيلة فيكون زينها ، أدَّاهم للأمانة ، أصدقهم في الحديث ، أورعهم في الدين ، عودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم ، وصلوا معهم في مساجدهم)

كل هذه الروايات بالعكس ، تأمرنا بالمعاملة الأخوية التامة مع أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى، اذن تفسيراتكم لأدبياتنا وتراثنا تفسير خاطئ  جدا

هذا التراث الحزين الهدف منه تربية الشيعي على رفض الظلم والطغيان، تربية الشيعي على رفض الأوضاع الفاسدة، هذه استراتيجية وأهل البيت لم يذكروا هذه الروايات جزافًا، هذه الروايات التي تربينا على الحزن والأسى والعواطف الملتهبة استراتيجية مقصودة وضعها أهل البيت لتربيتنا على رفض الظلم، رفض الأوضاع الفاسدة،ولم يضع لنا الحقد على المذاهب الإسلامية الأخرى أبدًا، ليس عندنا في تراث الشيعة نص واحد ولا رواية صحيحة تأمرنا بالحقد أو الضغينة والانتقام من المسلمين أبدًا بالعكس كما اوضحنا في رواياتنا هذا من جهة..

 

من جهة ثانية: نحنلا نستطيع أن ننكر التاريخ ولا يستطيع أحد أن يطلب من الشيعي أن يغمض عينيه عن التاريخ كله،أنا عندي تاريخ، أنا لا أستطيع أن أنفصل عن تاريخي هذا تاريخي من زمن الامام علي صلوات الله عليه في ظل الحكومة الأموية والعباسية والشيعة يلاقون أنواع الظلم والاضطهاد، تاريخي تاريخ المظلومية، تاريخ الاضطهاد، وخصوصا ماقامت به الدولة الأموية.

فها نحن نعيش أيام حزن وأسى بذكرىالإبادة الجماعية لعترة رسول الله ، فإن مجزرة كربلاء كانت إبادة جماعية من قِبل السلطة الأموية لرسول الله نفسه لأن إبادة ذريته إبادةٌ للرسول .

يقول الإمام الباقر “ع”

قال : لما قتل جدي الحسين (ع)  ضجَّت عليه الملائكة إلى الله تعالى بالبكاء والنحيب وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك وابن صفوتك وخيرتك من خلقك ، فأوحى الله عز وجل إليهم قرّوا ملائكتي فوعزّتي وجلالي لأنتقمنَّ منهم ولو بعد حين ، ثم كشف الله عز وجل عن الأئمة من ولد الحسين (ع) للملائكة فسرَّت الملائكة بذلك فإذا أحدهم قائم يُصلىِّ، فقال الله عز وجل: بذلك القائم أنتقم منهم١ .

 

خديجة الحايك

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة