شرح دعاء كميل (51)

img

﴿اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي، وَاَفرَطَ بِي سُوءُ حَالِي، وَقَصُرَتْ بِي اَعمَالي، وَقَعَدَتْ بي اَغْلَالِي﴾

البلاء: الغمّ.

الإفراط: تكيثر الشيء بحيث يتجاوز عن حدّه، ضدّ التفريط وهو التقصير عن الحدّ. ولا يخفى ما في الإفراط والقصور من الطباق الذي هو من المحسّنات البديعيّة.

إغلال: جمع غلّ، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه، وهنا كناية عن القيود والعلائق التي هي في الثّقل والمنع كالأغلال، كما قال الله تعالى: ﴿فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً([1]) و قوله ﴿وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ([2]).

فقوله: «قَعَدَت بِي اَغلَالِي» أي: حبستني ومنعتني عن المجاهدة والسّلوك في سبيل الطّاعات والعبادات ومحاسبة النفس، كما ورد: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا»([3]) وإماتتها، كما قال‘: «موتوا قبل أن تموتوا»([4]).

ثمّ الأعمال و الأغلال كلاهما فاعلان لقوله: «قَصُرَت» و«قَعَدَت»، ويرجعان إلى معنى واحد، إذا أراد أنّ أعمالي القبيحة و أفعالي الشنيعة قصرت بي، و صارت سبباً لقصوري عن درك المقامات  ونيل السعادات واستضعاف الدرجات، كما أنّ قيودي وعلائقي التي هي كالأغلال حبسني عن الوصول إليها.

يتبع…

 الهوامش:

([1]) يس: 8.

([2]) الأعراف: 157.

([3]) نهج البلاغة: 123. الكافي 8: 143 / 108. بحار الأنوار 7: 126 / 3.

([4]) بحار الأنوار 69: 59، وفيه: «وقد ورد في الحديث المشهور: موتوا قبل أن تموتوا».

الكاتب المولى عبد الأعلى السبزواري

المولى عبد الأعلى السبزواري

مواضيع متعلقة