شرح دعاء كميل (35)

img

﴿اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُك﴾

انصرف عن المسألة والاستغفار إلى التوصيف؛ إيماءً إلى أنّه في دعواته ومسألاته ليس مقصوده هو التكدّي والسّؤال فقط، بل قصده الحقيقي هو طول المكالمة والمخاطبة مع الحبيب.

وفيه قد يلتفت إلى نفسه، فما رأى إلّا الجرائم والآثام، فيطلب منه تعالى المغفرة والرّحمة.

وقد يلتفت ويستغرق في أوصافه تعالى من الجمال والجلال واللطف والقهر، فيصفه ويعظّمه على حسب ما يمكنه من ذلك، وعلى قدر تجلّيه تعالى عليه، وإذا حضرته غاية الاستغراق والهيمان لا يقدر على التكلّم والمخاطبة، فكلَّ لسانه وارتعش أركانه وتزلزل فرائصه وعظامه.

ثم «السّلطان» قد مرّ أنه «فُعلان» يذكّر ويؤنّث، وأنّه بمعنى الحجّة والبرهان، والقوّة والغلبة. فهو تعالى عظيم حجّته وبرهانه، وشديدة قوّته وغلبته. قد عرفت معاني الكلّ، تأويلاتها وتفسيراتها.

يتبع…

الكاتب المولى عبد الأعلى السبزواري

المولى عبد الأعلى السبزواري

مواضيع متعلقة