البشارة لطلّاب الاستخارة (9)

img

وتقرأ سورة تبارك فتقول: «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ«(82)… ثم تتلوها جميعها إلى آخرها، ثمّ قل: «وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ‏ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً * وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ ‏يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ ‏نُفُوراً«(83) »أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ«(84) »أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ‏ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ«(85) »وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ ‏إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً«(86) »الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوالَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ«(87)»فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى«(88) »لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى«(89).

واستنهضت لمهمّي هذا ولكلّ مهمٍّ أسماءَ اللَّه العظام وكلماته التوام، وفواتح سور القرآن وخواتيمها، ومحكماتها وقوارعها، وكلّ عوذة تعوّذ بها نبيٌّ أو صدّيقٌ، حم ‏شاهت الوجوه وجوه أعدائي فهم لايبصرون، وحسبي اللَّه ثقة وعدّة ونعم الوكيل، والحمد للَّه ربّ العالمين، وصلواته على سيّدنا محمّد رسوله وآله ‏الطاهرين«(90).

يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد[بن] الطاووس: (اعتبروا قول‏ الصادق ‏عليه السلام في هذا الدعاء: «وما أسعدت من اعتمد على مخلوق مثله، واستمدّ الاختيار لنفسه، وهم اُولئك، ولا أشقيت من اعتمد على الخالق الذي أنت هو»،فهل ترى له‏ عليه السلام اعتماداً في كشف وجوه الصواب إلّا على ربّ الأرباب دون ذوي ‏الألباب؟!

ثم اعتبر قوله – صلوات اللَّه عليه -: «إنّني أبرأ اليك من العلم بالأوفق من مبادئه ‏وعواقبه، ومفاتحه وخواتمه، ومسالمه ومعاطبه، ومن القدرة عليه»، فهو عليه السلام تبرّأ من العلم بذلك واستمدّ العلم به من اللَّه – جلّ جلاله – فما يستخيره فيه ‏بالاستخارة، فمن ذا بعده يدّعي معرفة الأوفق من مبادئه وعواقبه، ومفاتحه‏ وخواتمه، ومسالمه ومعاطبه، بغير معرفة ذلك من العالم بالأسرار والخفيّات((91).

ومنها: من كتاب (المكارم): روي أنّ رجلاً جاء إلى أبي عبد اللَّه‏ عليه السلام فقال له: جعلت فداك إنّي ربّما ركبت الحاجة فأندم عليها. فقال له: «أين أنت عن‏ الاستخارة؟» فقال الرجل: جعلت فداك فكيف الاستخارة؟ فقال: «إذا صلّيت ‏صلاة الفجر فقل بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك: اللهمّ إنّك تعلم ولا أعلم وأنت ‏علّام الغيوب، فصلّ على محمّد وآل محمّد، وخر لي في جميع ما عزمت به من ‏اُموري خيار بركة وعافية«(92).

الاستخارة بعد صلاة الصبح

ومنها: من كتاب (من لا يحضره الفقيه) : روى حمّاد بن عثمان الناب، عن ‏الصادق ‏عليه السلام أنّه قال في الاستخارة: «أن يستخير اللَّه الرجل في آخر سجدة من‏ ركعتي الفجر مائة مرّة ومرّة، ويحمد اللَّه ويصلّي على النبيّ وآله، ثمّ يستخير اللَّه ‏خمسين مرّة، ثم يحمد اللَّه ويصلّي على النبيّ وآله، ويتمّ المائة والواحدة«(93).

ومنها: من الكتاب المذكور آنفاً: سأل محمّد بن خالد القسري أبا عبد اللَّه ‏عليه السلام عن ‏الاستخارة؟ فقال: «استخر اللَّه في آخر ركعة من صلاة الليل وأنت ساجد مائة مرّة ومرّة» قال: [قلت]: كيف أقول؟ قال: «تقول: أستخير اللَّه برحمته، أستخير اللَّه‏ برحمته«(94).

ومنها: من الكتاب المذكور: روى مرازم عن أبي عبد اللَّه‏ عليه السلام قال: «إذا أراد أحدكم ‏شيئاً فليصلّ ركعتين، ثم ليحمد اللَّه عزّ وجلّ وليثن عليه وليصلّ على النبيّ ‏صلى الله عليه وآله‏ ويقول: اللهمّ إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي فيسّره لي وقدّره لي؛ وإن كان غير ذلك فاصرفه عنّي». قال مرازم: فسألت أيّ شي‏ء يقرأ فيهما؟ فقال: «اقرأ فيهما ما شئت، وإن شئت فاقرأ فيهما «قل هو اللَّه أحد» و«قل يا أيها الكافرون»، و «قل هو اللَّه أحد» تعدل ثلث القرآن«(95).

ومنها: من الكتاب المذكور: (قال أبي ‏رضى الله عنه في رسالته إليّ: إذا أردت يا بني أمراً فصلّ ركعتين واستخر اللَّه مائة مرّة ومرّة، فما عزم لك فافعل، وقل في دعائك: لا إله إلّا اللَّه الحليم الكريم، لا إله إلّا اللَّه العليّ العظيم، ربّ بحقّ محمّد وآله صلّ على‏ محمّد وآله، وخر لي – في كذا وكذا – للدنيا والآخرة خيرة في عافية((96).

كلمات الفرج

ومن كتاب (المحاسن): روى البرقي أحمد، عن جعفر بن محمّد بن عبيد اللَّه ‏الأشعري، عن عبد اللَّه بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن‏ جعفر قال: قال لي عمّي علي بن أبي طالب ‏عليه السلام: «ألا اُخبرك بكلمات، واللَّه ماحدّثت بها حسناً و[لا] حسيناً، إذا كانت لك إلى اللَّه حاجة تحبّ قضاءها، فقل: لإ؛ اجإله إلّا اللَّه الحليم الكريم، لا إله إلّا اللَّه العلي العظيم، سبحان اللَّه ربّ السماوات ‏السبع وربّ الأرضين السبع(97) وما فيهنّ وما بينهنّ وربّ العرش العظيم والحمد للَّه ‏ربّ العالمين، اللهمّ إنّي أسألك بأنّك ملك مقتدر وأنت على كلّ شي‏ء قدير، [وما تشاء من كلّ شي‏ء يكون. ثم تسأل حاجتك[.«(98).

ومنها: استخارة علي بن الحسين ‏عليهما السلام(99) وقد مرّ ذكرها في الإشارة الثانية(100).

ومنها: من كتاب (مكارم الاخلاق): كان أمير المؤمنين‏ عليه السلام يصلّي ركعتين ويقول ‏في دبرهما: «أستخير اللَّه» مائة مرّة، ثم يقول: «اللهمّ إنّي قد هممت بأمر قد علمته، فإن كنت تعلم انّه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فيسرّه لي، وإن كنت‏ تعلم أنّه شرّ لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عنّي، كرهتْ نفسي ذلك أم‏ أحبّتْ، فإنّك تعلم ولا أعلم وأنت علّام الغيوب» ثم يعزم(101).

ومنها: من كتاب (الكافي): محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال ‏قال: سأل الحسن بن الجهم أبا الحسن‏ عليه السلام لابن أسباط فقال: ما ترى له- وابن ‏أسباط حاضر ونحن جميعاً- يركب البرّ أو البحر إلى مصر؟ فأخبره: [بخبر ] طريق ‏البر، فقال: «البرّ، وائت المسجد في غير وقت صلاة الفريضة فصلّ ركعتين واستخر اللَّه مائة مرّة، ثم انظر أيّ شي‏ء يقع في قلبك فاعمل به». وقال الحسن: البرّ أحبّ ‏إليّ، قال: «وإليّ«(102).

ومنها: ما رواه الكليني في (الكافي) والحميري في (قرب الإسناد): علي بن ‏إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أسباط ومحمّد بن أحمد، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي بن أسباط قال: قلت لأبي الحسن ‏عليه السلام: جعلت فداك، ما ترى، آخذ برّاً أو بحراً فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟ فقال: «اخرج برّاً، ولا عليك أن تأتي‏ مسجد رسول اللَّه‏ صلى الله عليه وآله وتصلّي ركعتين في غير وقت فريضة، ثم لتستخير اللَّه مائة مرّة ومرّة، ثم تنظر فإن عزم [اللَّه(103)] لك على البحر فقل الذي قال اللَّه – عزّ وجلّ – :«وقال ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ«(104) فإن ‏اضطرب بك البحر فاتّكِ على جانبك الأيمن وقل: [بسم اللَّه]، اسكن بسكينة اللَّه، وقر بوقار اللَّه، واهدأ بإذن اللَّه، ولا حول ولا قوة إلّا باللَّه».

قلنا: أصلحك اللَّه ما السكينة؟ قال: «ريح تخرج من الجنّة لها صورة كصورة الإنسان ورائحة طيّبة، وهي التي نزلت على إبراهيم، فأقبلت تدور حول أركان‏ البيت وهو يصنع الأساطين». قيل له: هي من التي قال اللَّه عزّ وجلّ: «فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ«(105)؟

____________________________

82) الملك: 1 .

83) الإسراء: 46 – 45.

84) الأعراف: 179.

85) الجاثية: 23.

86) الكهف: 57.

87) آل عمران: 174 – 173.

88) طه: 77.

89) طه: 46.

90) فتح الأبواب: 203 – 198، بحار الأنوار 23 / 273 – 270 :88.

91) فتح الأبواب: 204 – 203.

92) مكارم الأخلاق: 32، بحار الأنوار258:88.

93) الفقيه 1553/563 :1، وسائل الشيعة 73 :8، أبواب صلاة الاستخارة، ب4، ح1، بتفاوت ‏فيه.

94) الفقيه 1552/563 :1، وسائل الشيعة 73 :8، أبواب صلاة الاستخارة،ب4، ح2.

95) الفقيه 1551/563 :1، وسائل الشيعة 65 :8، أبواب صلاة الاستخارة، ب1،ح7.

96) الفقيه 563 :1/ ذيل الحديث 1555، مستدرك الوسائل246:6، أبواب الاستخارة، ب1،ح12.

97) لم ترد في المصدر: «وربّ الأرضين السبع».

98) المحاسن 28/34 :1، بحار الأنوار6/157:92.

99) المحاسن 11/600 :2، الكافي 2/470 :3، تهذيب الأ حكام 408/180 :3، وسائل‏ الشيعة 64-63 :8، أبواب صلاة الاستخارة، ب1،ح3.

100) أنظر: ص9-8.

101) مكارم الأخلاق: 256، مستدرك الوسائل236:6، أبواب صلاة الاستخارة ب1،ح2.

102) الكافي 4/471 :3، وسائل الشيعة 64 :8، أبواب صلاة الاستخارة، ب1، ح4.

103) من الكافي، وفي قرب الإسناد: «فإن خرج لك على البحر» بدل: «فإن عزم اللَّه لك على‏البحر».

104) هود: 41.

105) البقرة: 248 .

الكاتب الشيخ أحمد بن صالح بن حاجي الدرازي ‏البحراني

الشيخ أحمد بن صالح بن حاجي الدرازي ‏البحراني

مواضيع متعلقة