شرح دعاء كميل (7)

img

﴿وبِعِزَّتِكَ الّتي لا يَقومُ لَها شَيءٌ﴾

 العزّة: المغالبة والممانعة، أو بمعنى القوّة، وجاءت لندرة الوجود.

وفي القاموس: «عزّ يعزُّ عزّاً وعزّةً وعزازةً ـ بكسرها في الثلاثة ـ صار عزيزاً، كتعزّز، وقوي بعد ذلّة. و أعزّه وعزّزه، والشّيءُ: قلّ، فلا يكاد يوجد»([62]).

فإن اُخذت بمعنى ندرة الوجود فباعتبار رؤيته تعالى في صورة مظاهره الأكملين النادريّ الوجود الأقلّين، كما قال×: «هؤلاء الأقلّون»([63]).

وقيل:

خليلي قطّاع الفيافي إلى الحمى             كثيرٌ وأمّا الواصلون قليلُ([64])

وإن اُخذت بمعنى القوّة بعد الذلّة، فمن باب التجريد؛ إذ لا أوّلية لعزّته تعالى، ولا تكون له ذلّة حتّى انصرف منها و صار عزيزاً ووجدت له عزّة بعد ذلّة، بل هو العزيز المقتدر أزلاً أبداً، لا يعتريه فترة، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً.

ولكنّ الحقّ، أن عزّته تعالى كسائر صفاته الحقيقية عين ذاته، وكيف كان لها مقاوم و مقابل،  والحال أنّه لا ثاني له تعالى، ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾([65]).

الهوامش:

([62]) القاموس المحيط 2: 182، مادة «عزز»، وفيه: «عزّ يعزُّ عزّاً وعزّةً ـ بكسرهما ـ وعزازة : صار عزيزاً، كتعزز …».

([63]) الكافي 1: 335، باب «نادر في حال الغيبة»، ح 3.

([64]) نُسب هذا البيت إلى عبد القاهر الجيلي، انظر: الصوارم المهرقة: 269.***

([65]) آل عمران: 18.

الكاتب المولى عبد الأعلى السبزواري

المولى عبد الأعلى السبزواري

مواضيع متعلقة