شرح دعاء كميل (٥)

img

﴿وَخَضَعَ لَها كُلُ شَيء وَذَلَّ لَها كُلُ شَيء﴾

الضمائر الثلاثة راجعة إلى القوّة. والخضوع ـ كالخشوع ـ : التواضع خوفاً ورجاءً، وقد يُفرّق بينهما بأنّ الخضوع يستعمل في البدن، والخشوع في الصّوت([39])، مثل قوله تعالى: ﴿وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ﴾([40]).
وقد لا يفرق بأنّ الخضوع أيضاً استعمل في القول والصّوت، كقوله تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ﴾([41]).
فقوله: ﴿و خضع لها كلّ شيء وذلّ لها كلّ شيء﴾ مثل قوله تعالى: ﴿عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ﴾([42]) أي: ذلّت وخضعت الوجودات له تعالى؛ لأنّه مالك رقابها، وآخذ بناصيتها، وقيّومها ومقوّمها، وبفيضه تعالى قوام الأشياء، وبسببه حياتها.

گرفيض تو يک لمحه به عالم نــــرسد *** معــــلوم شود بود و نبود همه کس([43])

﴿وذلّ﴾ من الذلّ ـ بالضم ـ  ضدّ العزّ، أي هان لها كلّ شيء. ويحتمل أن يكون من الذلّ ـ بالكسر ـ ضدّ الصعوبة، أي انقاد لها كلّ شيء.

الهوامش

([39]) انظر: الفروق اللغوية: 216/ 844.
([40]) طه: 108.
([41]) الأحزاب: 32.
([42]) طه: 111.
([43]) انظر: شرح مثنوي (حاج ملا هادي السبزواري) 1: 230.

الكاتب المولى عبد الأعلى السبزواري

المولى عبد الأعلى السبزواري

مواضيع متعلقة