طرفة

عام 0 ام ضياء

ذكر الجاحظ في كتابه البخلاء طُرفاً لشخصيات تتصف بالبخل، ومن هؤلاء شخصية يقال لها: أبو عبد الرحمن التنوري. قال الخليل: (حمّ التنوري وحمّ عياله وخادمه، فلم يقدروا مع شدّة الحُمّى على أكل الخبز، فربح كيلة تلك الأيام من الدقيق، ففرح بذلك، وقال: لو كان منزلي سوق الأهواز، أو نطاة خيبر، أو وادي الجُحفة، لوجدتُ أن استفضل كلّ سنة مائة دينار!. فكان لا يبالي أن يُحمّ هو وأهله أبداً، بعد أن يستفضل كفايتهم من الدقيق!).

ومما نقل عنه أيضاً قوله لابنه: (أي بُنيّ، إن إنفاق القراريط يفتح عليك أبواب الدّوانيق، وإنفاق الدوانيق، يفتح عليك أبواب الدراهم، وإنفاق الدراهم، يفتح عليك أبواب الدنانير، والعشرات تفتح عليك أبواب المائتين، والمئون تفتح عليك أبواب الألوف، حتى يُأتي ذلك على الفرع والأصل ويطمس على العين والأثر، ويحتمل القليل والكثير!

أي بُنيّ، إنما صار تأويل الدّرهم: (دار الهم)، وتأويل الدينار: (يُدني إلى النار)، الدرهم إذا خرج إلى غير خلفٍ، وإلى غير بدلٍ، دار الهم على دوانق مُخرجة.

وقيل: إن الدينار يُدني إلى النار؛ لأنه إذا أنفقته في غير خلف وأخرج إلى غير بدل، بقيت مخفقاً معدماً، وفقيراً مبلطاً.

فيخرج الخارج، وتدعو الضرورة إلى المكاسب الرديّة، والطُّعم الخبيثة والخبيث من الكسب يُسقطُ العدالة ، ويذهبُ بالمُرُوءة، ويوجبُ الحدّ، ويدخل النار.

الكاتب ام ضياء

ام ضياء

مواضيع متعلقة