الحلم

img

الحليم اسم من أسماء الله وصفة من صفاته، فمن تحلى به فقد فاز بأوفر الحظوظ، واستمسك بكل سبب من اسباب الخير، وقد خص الله تعالى به سفوة أوليائه، ومنحه لأكرم انبيائه، فقال في ابراهيم: ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ﴾ هود: 75.

وقال لرسوله محمد صلى الله عليه وآله: ﴿خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين﴾ ان الحلم من أبرز الفضائل النفسية، وأكثرها دلالة على سعة الصدر وعلو الهمة والتمسك بمكارم الأخلاق.

وقد تضافرت الأخبار الواردة عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وأئمة أهل البيت عليهم السلام في تعظيم هذه الصفة، وإكبار المتصفين بها وفيما يلي عرض لبعضها:

1ـ قال النبي صلى الله عليه وآله: «اللهم اغنني بالعلم وزيّني بالحلم».

2ـ قال صلى الله عليه وآله: «ما أعز الله بجهل قط، ولاأذل بحلم قط».

3ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: «ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمك ويعظم حلمك».

4ـ قال الامام علي بن الحسين عليه السلام: «إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه».

5ـ قال الامام الصادق عليه السلام: «كفى بالحلم ناصرا».

وكانت هذه الظاهرة من أبرز صفات أئمة أهل البيت عليهم السلام فكان الامام الحسن عليه سبط النبي صلى الله عليه وآله وريحانته، مضرب المثل في حلمه حتى شهد له بذلك أحد أعدائه مروان بن الحكم، حينما بادر إلى حمل جنازته فقال له الإمام الحسين عليه السلام، أتحمل جنازته وقد كنت تجرعه الغيظ، فقال مروان: «كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال».

وكان الامام موسى بن جعفر عليه السلام من أكثر الناس حلماً وأوسعهم صدراً حتى لقب بالكاظم لكظمه الغيظ، وأثنى الله تعالى على المتصفين بهذا الخلق الرفيع فقال: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ آل عمران: 134.

ان الحلم يقضي على كثير من المشاكل والتنافر، ويوجب نشر المحبة والمودة بين الناس، ويبعدهم عن الكراهية والحقد، فلذا اهتم الاسلام اهتماماً بالغاً بتركيزه في نفوس المسلمين وتحليهم به.

من: النظام التربوي في الاسلام

 

الكاتب مريم المرهون

مريم المرهون

مواضيع متعلقة