المولود والمتربي في القبر

img
عام 0 ــ ــ

نقل المولوي فقال: في العام الذي حل به الوباء على محافظة قندهار، كان هناك شخصاً يدعى (محمد جمعة) وكان كبير المحلة ومختارها وشجاعاً وجريئاً، وكان يذهب في الليالي إلى المقبرة وحيداً ليحفر القبور ويهيئها لإستقبال الجنائز، وفي أحد الأيام أتى إلى عم والدتي (الميرزا علي جوهر) وشكا له قائلاً: عندما أحفر القبور في الليل أرى حيواناً مغطى جلده بالشعر الكثيف، ولا يشبه أي حيوان آخر، وما أن أراه حتى يختفي عن نظري.

وفي تلك الليلة ذهب ( الميرزا علي جوهر) مع عدة أشخاص بفرقة (محمد جمعة) إلى المقبرة، وكمن كلٌ منهم لذلك الحيوان في زاوية ما، وبقي (الميرزا) مع محمد جمعة الذي شرع كعادته بحفر القبور، فظهر ذلك الحيوان، فصرخ (الميرزا): أن أقبضوا عليه فاختفى الحيوان في فتحة قبر، فلحقوا به ونبشوا القبر فوجدوا أن أحد الأحجار المستعملة كغطاء للحد ناقصة، فأتوا بمصباح ونظروا في اللحد فوجدوا فيه جسد امرأة وقد أصبح هيكلاً إلا ثدياً فيه كان لا يزال حياً بلحمه، وتسيل منه قطرات الحليب، ففتشوا عن ذلك الحيوان فلم يجدوه، فاضطروا إلى رفع باقي الأحجار عن اللحد، وتلاشي بذلك جسد المرأة، وسمعوا صوت نفس الحيوان يلهث، فنظروا باتجاه الصوت فوجدوا في إنتهاء اللحد ثقباً وقد اختبأ الحيوان داخله، فتأملوا فيه جيداً فوجدوه طفل إنسان يبدو أن عمره يقارب الأربع سنوات، فسحبوه فوجدوه قوياً نسبياً، وأخرجوه من القبر بعناء وهو يصرخ ويستغيث، وذهبوا به إلى المدينة وأعطوه بعض الحلوى لإسكاته، وبقي حتى الشهر الأول من إخراجه يزعج الجيران بصوت بكائه وصراخه حزناً على فراق القبر وأمه.

وكان كلما مصّ سبابة يده أو ضغط عليها أحد غيره يخرج منها الحليب، وكان الله قد من عليه بثدي أمه لإرضاعه وبالرضاعة من سبابته كذلك.

وبعد شهر إعتاد على حياة المدينة واستأنس بها وكان قد تعلم لفظ كلمة (قندو) فقط لذا فإنه عرف بهذا الإسم، وبقي حياً حتى بلغ 25 عاماً من عمره ومات بعدها عندما كان عمري ثلاث سنوات. وقد كانت قصته شائعة بين عائلتنا.

الكاتب ــ ــ

ــ ــ

مواضيع متعلقة