بشراكم !! اليوم جاهلية أخيرة ……الجزء الأول

– روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت : ” كان رسول الله صلى الله عليه وآله مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدَّث ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدَّث ، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسوى ثيابه ، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش،  له ولم تبالِه ، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تبالِهْ ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك ؟ فقال : ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة  !!

     حسبنا الله ونعم الوكيل أهكذا يُرفع من  مقام الآخرين على حساب حياء وأخلاق الرسول الأعظم أبي الأخلاق كلها؟!  ثم أهكذا تكون  معاملة الرسول للناس بطريقة الإزدراء والتحقير فيقابلهم بما لا يليق صدوره منه !؟  قال العدل الحق :”قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ ، قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ،  إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ  ، وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ “.  كما قال اللطيف الخبير واصفاً رسوله الكريم :”.لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ “. فهل   صدر حقاً من رسول الله ( ص ) الرؤوف الرحيم بالمؤمنين  أسلوباً جافاً  مجحفاً في حق الآخرين  فيزدري هذا ويرفع ذاك  ؟؟ !!! أليسوا كلهم سواسية في ميزان الإحترام والتقدير والأدب النابع من ذات الرسول ( ص ) المرهفة الإحساس الفائقة الأدب ؟! .   ألم يتعامل رسول الله مع العدو ببالغ الأدب والوقار والسماحة  ؟!   ولم يتوان في توقير الآخرين واحترامهم مع اختلافه البين معهم في الكثير من  الأمور  ،وأين الأخلاق الإسلامية المحمدية التي علمنا إياها أبو الأخلاق كلها محمد ( ص)من آداب وأصول الضيافة وحسن استقبال الضيوف  بغض النظر عن هوية الضيف  دون تمييز بين ضيف وآخر ؟! فقد قال الصادق  ( ع ):” أما المؤمنون فيبسط لهم وجهه، واما المخالفون فيكلمهم بالمداراة لاجتذابهم إلى الإيمان ،  فالمؤمن يكرم أخاه المؤمن في الله، ويحبه في الله، ويستضيفه في الله، فينال بذلك رحمة الله”. وبذا أخبر النبي المصطفى ” صلى الله عليه وآله ” فقال: “من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلاطفه بها، ومجلس يكرمه به، لم يزل في ظل الله ” عز وجل “ممدوداً ًًًًعليه بالرحمة ما كان في ذلك “.

والعلة عائدة إلى  خلقه الرفيع في دخول الكثيرين في دين الله أفواجاً  وهذا مصداق لقوله تعالى :” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ “.  قال الحق :”إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ “.  وقال الإمام الصادق ( ع ):” الكذب على رسول الله وعلى الأوصياء ( ع ) من الكبائر “.  قال الصادق (ع) : إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جُنّة ( اربعين ستراً )  ، فمن أذنب ذنباً كبيراً رفع عنه جُنّة ، فإذا عاب أخاه المؤمن بشيء يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه ، ويبقى مهتك الستر فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة ، وفي الأرض على ألسنة الناس ، ولا يرتكب ذنباً إلا ذكروه ، ويقول الملائكة الموكلون به: يا ربنا !.. قد بقي عبدك مهتك الستر ، وقد أمرتنا بحفظه ، فيقول عزّ وجلّ: ملائكتي!..لو أردت بهذا العبد خيراً ما فضحته ، فارفعوا أجنحتكم عنه ، فوعزّتي لا يؤول بعدها إلى خيرٍ أبداً “.

  ولقد سيقت الكثير من الأحاديث المفبركة والإفتراءات الباطلة على نبي الامة  الذي قال الله تبارك وتعالى فيه :” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيم “.  فلا  حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم     . قال اللطيف الخبير :”  إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ   “. واعلموا أن الراضي بقول أو  فعل هؤلاء الأفاقين  هو وإياهم  في مقام واحد من حيث  المسئولية وذاك  لرضاه بالفعل  أولاً ولأنه  ذا قابلية واستعداد نفسي لارتكاب الجرم نفسه لو اتيحت له الفرصة لإرتكاب  ذات الفعل طواعية  ثانياً  !! فقد قال أمير المؤمنين  ( ع ):” الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم ، وعلى كل داخل في باطل إثمان : إثم العمل به، وإثم  الرضا به “.   قال علام الغيوب  :” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ “.

-والصاعقة الكبرى تلك التي    شاهدتها عياناً على بعض من قنوات التضليل والفتنة والتآمر على وجود الإسلام وكينونته –  تلك القنوات الحبلى  بالأبواق الضآلة المضلة والتي لاتستنكف عن نشر البدع والخزعبلات والمكائد والأفخاخ المعدة سلفاً لتفجير الإسلام ونسفه بمعاول شيطانية لا قبل للساقطين في حبائلها من خروج منها إلى يوم يبعثون -!  والواقع المعاصر خير بينة على ما أدعيه فأجيال ممن يخطون بالقلم ويدعون أنهم حملة شهادات علمية عالية ومنهم دون مغالاة ولا مواربة حملة  شهادات الدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية الدنيوية والدينية أيضاً ، غير أن الشهادة لا تغن من الحق شيئاً !! ولا تحصن المرء من الوقوع في هكذا مصيدة ما لم يعمل العقل والمنطق ويحكم النور الإلهي في استنطاق واستنباط الغث من السمين من القول المعروض في الساحة الدينية . قال تعالى :”فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا “.

– ولقد وجدت شياطين الإنس والجان ضآلتهم في اللعب على وتر الطائفية واستغلال رموز دينية تنسب إلى هذه الطائفة أو تلك ،  وأعني بذلك بعض من الصحابة ونظرة الآخرين  المفتراة المزعومة في أغلب الأحيان أو المبالغة في وصفها ونقلها من قبل الطرف المعادي للطائفة المراد استخدامها طعماً للفتك بمكونات الإسلام كلها جملة وتفصيلاً ،وافتعال فتن كقطع الليل المظلم لضرب المسلمين بعضهم ببعض وتتأجيح الصراع بينهم خدمة لأعداء الإسلام والمتربصين بالإسلام شراً ، معتمدين إستغلال السذج والبلهاء من منتسبي الأمة الإسلامية وما أكثرهم  !! للهيمنة على الدين العظيم وعلى رب الدين !! ونبي الأمة !! قال الحق :” وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ “.

ولإيضاح ما اقول أصغوا بقلوبكم وأفئدتكم لهذه الأقوال الغريبة التي مع شديدالأسف سمعتها من تلك القنوات المغرضة   ، يقول صاحبها   : إن الله سبحانه وافق عمربن الخطاب  في الكثير من الأحكام الشرعية   !! فقد وافقه في مسائل أرقت مضجع عمر وسلبت عقله  !  فكلما دخل عمر بن الخطاب  على رسول الله  ( ص ) ورأى البر والفاجر يدخل بيت النبي وفيه نساء النبي غير محجبات !!  أخذته الحمية والغيرة على عرض النبي وعرض زوجات النبي ( ص ) ، فكان يلح على النبي  بسؤال  الله تعالى أن ينزل أمراً بالحجاب لنساء النبي   غيرة منه  على أعراض أمهات المؤمنات ،  طالما أن رسول الله غير عابئ بعرضه وبما يحرك غرائز الآخرين حيال  نسائه !! أنزل الله تعالى آية الحجاب موافقاً رأي عمر !!

-{ومن ذلك ما زعموه في سبب نزول آية الحجاب ، من أن عمر كان يقول للنبي صلى الله عليه وآله : أحجب نساءك ، فلم يكن رسول الله يفعل ! فنزل الوحي موافقاً لرأي عمر ، وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يحجب نساءه ! ( البخاري:1/46)}

 ولكن  قف  ولنسأل ما موقع عمر بن الخطاب من الإعراب !؟ ولم تأخذه الحمية على عرض النبي  ( ص ) من رجال المسلمين وهو ذاته يدخل مراراً وتكراراً على نساء النبي  ( ص ) ؟!! فهل كان عمر أخاهم أم أباهم أم اكتسب صفة شرعية لا علم لنا بها  فلا ينطبق عليه حرج أو حساسية الدخول على نساء النبي وهن سافرات غير محجبات  ( رض )  ؟! أم أن عمر هو القيم على رسول الله ( ص )  القاصر [ حاشا رسول  الله ] الذي يحتاج إلى توجيهٍ  وتنبيه !؟

وحق الذي خلق الخلق ما رأيت تجني وقسوة وإجحاف في حق كريم -لا يستحق إلا الإكبار والإعزاز – وامتهان واستخفاف وقسوة مبالغ فيها،  بكثير من التعمد والإصرار  والحقد الضروس على إظهار شخص  النبي  قاصراً منعدم الكرامة والغيرة والحمية !! بل إنه شخصية مخالفة لشرع الله والأخلاق والأعراف ولولا شخص عمر لهلك محمد ؟!ما  كل هذا الإمتهان والتحقير المتعمد  لحبيب الله ( ص )  ؟! يقول تعالى رب محمد ( ص ) :” إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النبي فَيَسْتَحْيِى مِنْكُمْ وَاللهُ لايَسْتَحْيِى مِنَ الْحَقِّ “. كما قال مالك يوم الدين :”     إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا “.

 ومن حق  العاقل اللبيب أن يتساءل لم لم يختار الله الحصيف النبيه  الشريف صاحب الغيرة على أعراض نساء الآخرين عمر ؟! وصاحب العبقرية الفذة التي لا تشابهها عبقرية ؟! وخصوصاً أن الله وافق عمر في  مواضع شتى ( كما يزعمون )  { ( هذا القادم من الحديث من رواياتهم ومن بطون أمهات كتبهم المعتمدة  ) فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله جعل الحق على لسان عُمَرَ وقَلْبِه . رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم وصححه وابن حبان وغيرهم .

ومن ذلك أن عمر وافَقَ ربه في ثلاث .

قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : فقلت : يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) ، وآية الحجاب قلت : يا رسول الله لو أمَرْتَ نساءك أن يحتجبن ، فإنه يُكلّمهن البر والفاجر ، فَنَزَلَتْ آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه فقلت لهن : (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ) ، فَنَزَلَتْ هذه الآية . رواه البخاري من حديث أنس ، ومسلم من حديث ابن عمر . وهنا لي سؤال واحد محدد من الموحى إليه عمر أم الله جلَّ شأنه ؟! فإن كان عمر الموحى إليه فهو أولى بالنبوة من خاتم النبيين محمد ( ص ) ! وإن كان الموحى إليه الله تعالى ففيه إشكالية عظمى فالموحى إليه يفترض فيه الخالق الكامل الغني عن أي أحد !! المبدع والبارئ الذي يخلق الشيء من العدم بقوله :” إنَّما أمرُهُ إذا أرادَ شيئًا أن يقولَ لَهُ كُنْ فَيَكون “. لكن ظاهر الحديث يوحي بأن الله يوحى إليه بالفكرة من عمر ابتداءً ثم يتلقفها الله ويتبناها وينزل بها أمراً إلهياً  !!! فعمر المشرع والله جلت قدرته المنفذ !! ونتبين من ظاهر الحديث أن الله يستعين ببنات أفكار  مخلوقاته الذكية منها ، ليتمكن من صياغة قوانين تحفظ أمن واستقرار وأخلاق وأعراض عباده !! وعلى القطع بعد هذا تتجلى لنا الرؤية بأن المدعي الكمال في صفاته والنور  لذاته ما هو إلا مدعٍ  زائفٍ  لا كمال له فهو ناقص العلم والمعرفة بما ينفع ويضر مخلوقاته  !! وينتظر غيره يفكر ليقتنصها وينسبها إلى ذاته!!  فعمر يفكر والله يقتبس !! [ استغفر الله تعالى جلت قدرته من كل ذنب عظيم ]. ما هذا السفه والهراء والتجني على الله تعالى ؟!!! “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ”. فمن هو الله المعبود الله الخالق أم عمر المخلوق؟! “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا “.

وأنا لا أشن حرباً على،  عمر  ! وإنما على مَنْ صوره بهكذا شخصية خرافية  ؟! شخصية خلاقة تطغى على الذات الإلهية وعلى  شخصية رسول الله  ( ص ) وعلى الآخرين ؟! وتُوَجِه الرسول على أقل التقدير  إلى مكارم الأخلاق !! وكيفية التعامل مع الله بسؤاله إنزال نواميس تحفظ عرض النبي وآله  ( ص )  من كل طامع حاقد متربص بخاتم النبيين شراً ؟! أما ترون معي أن  من أختلق هذه الخزعبلات والفريات استهدف إقصاء الخالق بتجريده من هالة الكمال لسحقه ونفيه في نهاية المطاف من الألوهية والربوبية والوحدانية ومن أحقيته في أن يكون الأعلى المعبود دون سواه !!

 ومن ثم  هدم صرح عظيم  هو رمز حياة أو موت  لامة الإسلام ولعشاق المثالية  ؟! شخص هو النور كله وهو المخلوق من النور وهو النورالذي يهتدى بنوره  الطالب والقاصد وجه الله تعالى  ، فكيف السبيل إلى تحطيمه إلا بإظهاره بصورة الوضيع الذي لا يكترث بعرضه ولا يصون شرفه ويقتحم الآخرين خصوصياته  ، ويرون مالا قابلية للرسول ( ص ) رؤيته ويتميزون ببعد النظر فيرون حقائق الأمور وتبعاتها   مما صَعُبَ على الرسول فهمه واستنباط عواقبه الوخيمة على المجتمع ككل والامة الاسلامية  قاطبة ؟!  فأي تألق أو تميز لهذا النبي ( ص )  على الآخرين ؟!

-لم ننته بعد من بحث عمر الحثيث  عن سبل حفظ كرامة  أمهات المؤمنين والمؤمنات ! فقد ورد في قوله تعالى : ” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا” .

_{قالت عائشة زوج النبي محمد ( ص )  كما في الأدب المفرد للبخاري ص225: (كنت آكل مع النبي (ص) حَيْساً فمرَّ عمر فدعاه فأكل ، فأصابت يده إصبعي فقال حِسْ ، لو أُطاع فيكن مارأتكن عين ، فنزل الحجاب ) . انتهى .وقد وثقه في مجمع الزوائد:7/ 93 فقال: (رواه الطبراني في الأوسط ، ورجاله رجال الصحيح ، غير موسى بن أبي كثير ، وهو ثقة ). انتهى.

وقال عنه في الدر المنثور:5/213: (وأخرج النسائي ، وابن أبي حاتم ، والطبراني وابن مردويه ، بسند صحيح عن عائشة قالت: كنت أكل مع النبي(ص)طعاماً في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت إصبعه إصبعي فقال عمر: أوه ، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين ! فنزلت آية الحجاب ) !  ألا ترون معي  ان من أراد لعمر العزة والرفعة جعله فجاً وقحاً يصرح برغبته علناً فرض سلطته على نساء النبي في حضرة الرسول !! فيصرح جهاراً عن منيته بفرض سلطانه عليهن ولكن لا حياة لمن تنادي !!؟ وهذا مخالف لشرع الله الذي جعل النبي محمد ( ص )مطاع ثم أمين ، إذ قال الحق :” إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ، مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ “. ، وكان الأمر قاطعاً بحتمية طاعة النبي ( ص )  لقوله تعالى : ” ما أتاكم الرسول فخذوه   وما نهاكم عنه فانتهوا “. كما  قال الحق العدل:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ “. كما قال جل شأنه :””وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ  “.

_{قالت عائشة  في مرة أخرى إن مشاهدة عمر لسودة كانت بعد نزول آية الحجاب ، وإن الوحي نزل يومها لم يطع عمر! قال البخاري:6/26: (خرجَتْ سوْدة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها ، وكانت امرأة جسيمة لاتخفى على من يعرفها ، فرآها عمر بن الخطاب فقال: يا سودة أما والله ما تخفيْن علينا ، فانظري كيف تخرجين! قالت فانكفأتْ راجعةً ورسول الله في بيتي وإنه ليتعشى وفي يده عِرْقٌ ، فدخلتْ فقالت: يارسول الله إني خرجتُ لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه ، ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه ، فقال: إنه قد أذن لكنَّ أن تخرجن لحاجتكن ).}

   ولعمري لست أدري أأضحك أم أبكي ؟! ممن أراد تصوير عمر على أنه شريف القوم فإذا به يصرعه بالضربة القاضية ؟! ألا ترون معي أن من أراد رفعة لعمر إنزلق في مستنقع موحل لا مبرر له ؟! فكيف لعمر الذي يغار على أعراض نساء النبي ( ص ) يتتبع زوج النبي  ( ص )  سودة  في مواضع قضاء الحاجة !! والمفترض فيه احترام خلوة الإنسان في هكذا موضع  !!!ولن أناقش فكرة استحالة خروج زوج النبي إلى الخلاء لقضاء حاجتها لانتفاء علة الخروج مع توافر بيوت الخلاء في بيوت أزواج النبي ( ص )،  فتلك الفكرة ليست موضع نقاشنا ،  وإنما  واضع الحديث نصرة لعمر سقط سهواً في إشكالية خطيرة مفادها أن عمر بن الخطاب كان يتلصلص على عوارات أزواج النبي إن صح الخبر !!! ويا لها من كارثة ساقطة مدوية مخرجة هذا المنافق الأفاق  ( واضع الحديث ) من لعبة الجبت والطاغوت فما هو بكفء !!!  ويا لها  من محاولة بائسة  سقيمة لإضافة شرخ في عقول البلهاء والسفهاء وأتباع الشياطين  ممن يزعمون أنهم من أمة الإسلام ! ولكن نلفت أمة الإسلام على أن الجاهلية الأخيرة التي حَذَرَنا منها رسول الله  ( ص ) هي الراعية لعودة الإسلام غريباً كما بدأ غريباً

الكاتب ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

ام عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة