إرفع يدك عني .. وإلا ؟!! الجزء الخامس

img

 وددت في حديثي لكم أيها الظالمين المستبدين الفجرة، انتم يا عشاق الظلام ورواد الكهوف الشيطانية! المعطيين أنفسكم منازل وحقوق ما أنزل الله بها من سلطان! وددت لو أُجمل في حديثي ولكن لقصور في عقولكم ولضعف في ملكات الاستيعاب لديكم، لابد لي من الاسهاب والاطناب!فالإطناب له من المبررات العقلية والشرعية ما له، ومع ذلك سأحاول جاهدة لملمة جواهر معادني في أضيق حدود ممكنة!!!!!

 هلا سألت القوم عن العروة الوثقى، المتميزة بخاصية غريبة لولا أنها منصوص عليها في قرآن ربي لكان فيها قول آخر! ولكن ما الحيلة والله الصادق الكلم والوعد إذ شمل العروة الوثقى برعايته ومباركته فقال جلَّ شأنه: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ “. وقد قال تعالى:” كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ “. كما قال تعالى:” وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ “. وكما ورد عن سيد خلق الله الصادق الأمين أنه قال: “من أحب أن يركب سفينة النجاة, ويستمسك بالعروة الوثقى, ويعتصم بحبل الله المتين فليوال علياً بعدي, وليعادي عدوه, وليأتم بالهدى من ولده, فإنهم خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي, وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنة, حزبهم حزبي وحزبي حزب الله- عزّوجل-، وحزب أعدائهم حزب الشيطان”

 وقال ( ص ):” معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا, ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى. فقام إليه أبو ذر الغفاري, فقال: يا رسول الله, كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل. فقال: كلهم من أهل بيتك؟ قال: كلهم من أهل بيتي, تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم “. وأحاديث رسول الله حجة بالغة على كل من يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر وعليه فالعروة الوثقى محمداً وعلياً وفاطمة والأئمة الأطهار من أهل بيت محمد ( ص )، والعروة الوثقي والتي تتضمن المبالغة في التأكيد على صدق المسار وصوابه والنتائج المترتبة على التمسك بها وحسن الاختيار بل أفضله وأهداه وأجلَّه عصمة عاصمة من النار بل مرتبة عالية من الجنان ورضا الرحمن ونبيه المصطفى ( ص )وآله الأطهار، قال الحق:” كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ “. وسئل الباقر ( ع )في

قوله تعالى:” فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ “. قال (ع):” مودتنا أهل البيت. قال تعالى:” وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “. فصراط الله المستقيم هو الحبل الممدود من الارض إلى السماء وهو عين ذاته العروة الوثقى لا انفصام لها بدليل مقالة أبي جعفر الصادق عليه وعلى أبائه وأبنائه المعصومين الأطهار

في تفسير قوله تعالى:” ولا تفرقوا “:” قال ( ع ):” إن الله تبارك وتعالى عَلِّمَ أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم الله الحق عن التفرق، كما نهى من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد ( ص ) ولا يتفرقوا”. ولاحظوا معي مدى الحزم الصارم في النهي عن هكذا أمر مرتب عليه ضياع الأمة قبل ضياع الفرد، وضياع الدين قبل ضياع الأمة، ووقوع العصاة لأمر الله لقمة سائغة سهلة في فاه عدو الله وعدو رسوله وأهل بيته ( ص )، وما يترتب على ذلك من نتائج كارثية وإفرازات عانت من قسوتها الأمة على مدى العصور، ولا زالت تحياها في وقتنا الراهن مِنْ تكالب الاعداء على الأمة، وعلى دينها، وتعاون المتأسلمين – ممن يدعون زيفاً أنهم من أتباع هذه الأمة العظيمة – مع أعدائها على محو كل أثر للإسلام وأنوار الإسلام ( ص ).!! ولهذا قال الله تعالى:” وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ “. إذن أنا المرأة المستضعفة في نظركم، أنا العروة الوثقى وحبل الله الممدود من الأرض إلى السماء، قال تعالى:” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا “. قال تعالى أيضاً:” إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ الله وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ “. قال الصادق ( ع ) تعقيباً على الآية الشريفة السابقة:” حبل من الله:كتاب الله، وحبل من الناس: علي بن أبي طالب ( ع ) “. أعود وأكرر معكم أنا كل ذاك فمن أنتم أيها المتحذلقون ؟!

 أنا إن اتبعتم مسلكي وتمسكتم بي وبأذيال ثوبي أوصلتكم إلى عليين، ولنقلب الصورة فلو اتبعتكم لهلكتم وهلكت معكم ولسكنا جميعاً سقر! قال تعالى:” وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ”. فهل اتضحت الصورة لكم أيها المستعربون أم أزيد ؟!!! ولكم ما طلبتم!

 النبي وأنا وأهل بيت النبي ( ص ) هم الذين مَنْ ذُكروا في القرآن الكريم، وحَدَدَ الله العلي الأعلى لنا المقام المعلوم لا أنتم! فقد قال تعالى:” وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ “. وتوضيحاً فيمن نزلت هذه الآية الشريفة قال الصادق ( ع ):” نزلت في الأئمة والأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم “. ونحن محمد وآل محمد وأنا جزء من هؤلاء الذين نزلت الآيات المباركة فيهم، إذ قال تعالى:” وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ، وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ”. قال شهاب بن عبد ربه سمعت الصادق ( ع ) يقول:” يا شهاب نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ونحن عهد الله وذمته ونحن ودايع الله وحجته كنا أنواراً صفوفاً حول العرش نسبح فيسبح أهل السماء بتسبيحنا، إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا، وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون، فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته، ومن خفر ( خفر: نقض ) ذمتنا فقد خفر ذمة الله عز وجل وعهده “. وقال أمير المؤمنين وسيد المتقين عليه السلام:” إنا آل محمد كنا أنوارا حول العرش، فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا، ثم أهبطنا إلى الأرض فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا فسبحت أهل الأرض بتسبيحنا، فإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون “. فإن كنت وأهل بيتي المعلمون الأوائل لكم ولغيركم من الكائنات! وإذا كنا المصطفون بعظيم الإمتيازات التي من شأنها أن تصبغنا صبغة يحرم على غيرنا أن ترد على قلبه أو عقله ولو خاطرة تمني أو إدعاء ذلك! فهذا مما أنعم الله وتفضل علينا أهل البيت ( ص)، فبالله عليكم كونوا صادقين لمرة واحدة وأجيبوا! أين حق المعلم ؟وأين حق المربي ؟ وأين حق الهادي ؟!وأين حق المنذر ؟! وأين حق المحسن ؟ أم تحسدون “الناس على ما آتاهم الله من فضله”!!! قال الحق:” أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا”. وقال الحق:” هَلْ جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان “. والآن سؤالي موجه إليكم أيها المتأسلمين ألم أتفوق عليكم في عالم الدنيا ؟ مع ملاحظة إني ألم أكمل فبحري واسع، والإبحار فيه صعب مستصعب عليكم لا يقدر على فهمه وإدراكه إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن إمتحن الله قلبه للإيمان!!!

 وطاعتنا ومحبتنا واتباعنا مفيد للأمة في مواضع شتي فقد قال تعالى:” قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”. ولقد قال رسول الله ( ص ):” أوثق عرى الإيمان الحب والبغض في الله “. وقال الحسين ( ع ):” من أحبنا للدنيا فإن صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر، ومن أحبنا لله كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين “، وقرن بين سبابتيه. ونحن تذكرتكم ونوركم الى معرفة الحق واتباعه، وسلامة لكم من الضلال، ومن السقوط بين يدي من لا يرحمكم عدو الله وعدو كل مؤمن ومؤمنة، ونحن علامة تمام الايمان وتمام الدين، قال الحق:” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا “. وهنا أستند إلى الصادق الأمين الذي قال ( ص ):” حب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين “. وهذا من المفترض أن يكون قول الفصل بيني وبينكم.!! ولكن..! ولكن ما حيلتي وأنتم تتعسفون في ممارسة بعض من سلطات مزعومة في مخيلاتكم!!

 وطاعتكم إيايي طاعة لله ورسوله أغاب عن فكركم وألبابكم قول الله تعالى:” يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ” ؟! وأنا وأهل بيتي صمام الأمان لقلوبكم وأنا النقاء والطهارة والعفة لأفئدتكم ولأرواحكم! فلما نزلت الآية الشريفة:” الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ “. قال أمير المؤمنين عليه السلام:” ذاك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً و غائباً، ألا بذكر الله يتحابون “. وقال الصادق ( ع ):” لا يحبنا عبد إلا كان معنا يوم القيامة، يستظل بظلنا، ورافقنا في منازلنا “. وللوصول بالعقول الطامحة إلى ملكات ومراتب أعلى من الملائكة فلابد أن تتولنا أهل البيت، ولتحبنا وتحب الاقتداء بنا، فقد بشر الإمام الصادق ( ع ) أصحاب تلك العقول المستنيرة بنا إذ قال:” من أحبنا أهل البيت، وحقق حبنا في قلبه، جرت ينابيع الحكمة على لسانه، وجدد الإيمان في قلبه “. ولكم بقبس من بصيرة التحقق من جدوى عدم التمسك بنا أهل البيت! ألم يقل الله السميع العليم: “وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ “. أليس بيعنا بثمن بخس دفعتم أثمان باهظة وويلات لا زالت مرارتها شجن في عيونكم!

 ونحن مع المؤمنين المحبين لنا في ساعات العسرة وأي ساعات ؟ إنها ساعات الاحتضار وسكرات الموت وقبض الروح، وعند حضور الملكين أنكر ونكير عند نزول الحافرة للمساءلة! فقد قال أمير المؤمنين ( ع ) للحارث لأعور:” لينفعنَّ حبنا عند ثلاث: عند نزول ملك الموت وعند مساءلتك في قبرك، وعند موقفك بين يدي الله “. وأنا بوعد من ربي الشفيعة المشفعة لاهل الكبائر من أمة أبي رسول الله وإن تساءلت متي تم ذاك الوعد ؟! فلعلمكم إنه وعد كسبته يوم أن خطبني علي بن أبي طالب، ورفضت المال مهراً لي وطلبت من الله جلت قدرته أن يكون مهري الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي، فبشرني ربي بقبول إلتماسي مكتوباً على قطعة من الحرير آتاني بها جبريل علي السلام وهذه القطعة وضعت معي في قبري بناء على وصيتي.

 أما في أهم العوالم لي ولكم فلا أحد ينكر فضل محمد وآل محمد على الخلق أجمعين في منازل الآخرة، فنحن يا معاشر المسلمين وسيلتكم إلى الله تعالى ونحن ولاة الامر بعد الله تعالى يوم القيامة، فكما جعل الله مآل أعمالكم تعرض علينا في الدنيا، فقد قال تعالى:”وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ “. وكذلك الأمر في الآخرة لا اختلاف بل لن يخز الله النبي يوم القيامة فهو الحبيب المطاع يأمر فيستجيب الله له إكراماً وإعزازاً، ولأهل بيته الطيبين الأطهار ( ص ) نصيباً مفروضاً من رحمات الله في الآخرة، فقد قال الله تعالى:” فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا “. ولمعرفة فيمن نزلت الاية قال ابو عبد الله الصادق ( ع ):” نزلت في أمة محمد ( ص ) خاصة، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم، ومحمد ( ص )شاهد علينا “. وعن الكاظم ( ع ) في قوله تعالى: فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ “. قال:” نحن هم، نشهد للرسل على أممهم “. وقال سبحانه مزكي النفوس:” وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ “. وكان تفسير أمير المؤمنين ( ع )لهذه الآية الشريفة:” السائق أمير المؤمنين ( ع ) والشهيد رسول الله ( ص ) “. ونحن الأمانة التي سيسألكم الله عنها فقد قال تعالى: ” “إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ “. فما هي الامانة التي ذكرت في الاية الشريفة ؟ يقول ابو عبد الله الصادق ( ع ):” هي ولاية أمير المؤمنين “. كما قال تعالى:”إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا “. فمن هؤلاء الذين وجب عليكم يا ذوي الألباب أداء الامانة لهم ؟! يقول ابو الحسن ( ع ):” هم الائمة من آل محمد صلوات الله عليهم، يؤدي الأمانة إلى الإمام من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه “. وأنا كريمة محمد وكفوء علي إمام المتقين وأم الأئمة الأطهار جزء لا يتجزئ منهم رغم أنوف الحاقدين، أأنتم تقسمون نعمة الله! ما لكم كيف تحكمون ؟! قال تعالى:” أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ “.

ونحن أهل البيت المقربون إلى الله يوم القيامة ونحن أهل خاصته وأنا أمة الله فاطمة بنت محمد أول الداخلين الجنة بصحبة والدتي سيدة أمة محمد خديجة بنت خويلد وأبي رسول الله وعلي بعلي وولدي الأئمة الأطهار وشيعتنا المحبين لنا ففي قوله جل وعلا:”: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّات النَّعِيم “. وتفسيراً للآية المباركة قال الصادق ( ع ):” نحن السابقون، ونحن الآخرون “. كما جاء في تفسيره تعالى:” إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ “. قال الصادق:” الأبرار نحن هم، والفجار هم عدونا “.

 وأنا وأهل بيتي الحسنة التي من جاء بها وجبت له الجنة قال الصادق ( ع ) في قول الله تعالى:” مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ “. الحسنة هي ولاية علي ( ع )، والسيئة عداوته وبغضه “. كما قال ( ص ):” الحسنة حبنا ومعرفة حقنا، والسيئة بغضنا وانتقاص حقنا “. وأيضاً قال ( ع ):” الحسنة معرفة الإمام وطاعته، وطاعته من طاعة الله “.فهل في جعبتكم خيراً من حسنة نص الله عليها؟! وجعلها بكينونتها منفردة مدخلاً مؤكداً لرفيع الدرجات في الجنة ؟! هذا عهد عهده الله سبحانه إلينا أهل البيت ( ص )، فهل عهد الله إليكم عهداً لا نعرفه وهل ميزكم الله علينا مثلاً ؟! “قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ”.!؟

 واضف إلى ذلك دليل آخر قول رسول الله ( ص ):” إلزموا مودتنا أهل البيت، فإنه مَنْ لقي الله يوم القيامة وهو يودُّنا دخل الجنة بشفاعتنا “. وحبنا كفارة للذنوب ومغفرة وتوبة نصوح وثقل للميزان، قال رسول الله ( ص ):” إن حبنا ليساقط الذنوب من ابن آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر “. وقال إمام المتقين ( ع ):” من أحبنا أهل البيت عظم إحسانه، ورجح ميزانه، وقَبُلَ عمله، وغفر زََللهْ، ومن أبغضنا لا ينفعه إسلامه “. وحبنا واتباعنا وقار وهيبة في الموقف ونور في المحشر وأمان من أهوال يوم القيامة، فهل بلغكم قول رسول الله ( ص):” أكثركم نوراً يوم القيامة أكثركم حباً لآل محمد ( ص )”. وقال أيضاً:” من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمناً يوم القيامة “. وقال ( ص ):” ما أحبنا أهل البيت أحد فزلت به قدم، إلا ثبتته قدم أخرى، حتى ينجيه الله يوم القيامة “. ونحن مفاتيحكم إلى الجنة ولا يخطرن ببال أحد منكم أنني مفتاحه المعدني! ولكني مفتاحه المعنوي الروحي ليس إلى الجنة فقط! وإنما إلى أعالي الجنان! فقد قال رسول الله( ص ):” من أحبنا لله أسكنه الله في ظل ظليل يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله، ومن أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا الجنة “. وقال الصادق ( ع ):” والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله ويتولى الأئمة فتمسه النار!!”. وقال علي ( ع ):” من أحبنا كان معنا يوم القيامة، ولو أن رجلاً أحب حجراً لحشره الله معه “. وقال رسول الله مبشراً أهل محبة رسول الله وآله ( ص ):” من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي، فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكَّنَّ أحد أنه في الجنة “. ومصداقاً لقول حبيب رسول الله علي ( ع ) قال الخالق المعبود:” أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “.

 وبعد هذا الكم من البينات الساطعات لا مجال لنكران أنني غايتكم ووسيلتكم إلى الله ولن تتمكنوا من ضحض تلكمو البينات ولا يرفضها إلا معاد ناصبي مجاهر بالعداء والبغض لمحمد وأهل بيته الاطهار، فقد قال الباقر ( ع ):” حبنا إيمان، وبغضنا كفر “.

 هذه الحقيقةالمشرقة والمشرفة أنا المرأة التي فضلها الله تعالى، إذ جعلها مباركة يخرج من صلبها أبناء محمد الذين قسم الله لهم الفتح المبين يوم الخروج وجعلهم أئمة يسعون بأمره وجعلهم الوارثين في دولة الله إلى يوم يبعثون وتحقق جيداً من قوله تعالى:” وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ “.

 وقفوا الآن وقفة حكمة وإنصاف، وقولوا لي: أأنتم الذين تزكون الأنفس أم الله ؟! قال تعالى:” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً “. فالله أحكم الحاكمين، وهو الفصل قد حكم بيني وبينكم! واستناداً إلى حكمه تعالى، أنا المرأة فوضت وجوزت لنفسي أن ألفت عنايتكم للمخاطر التي تحدق بكم إن اتبعتم طريقاً غير طريق الله في الحكم على ظواهر الامور وخفاياها،، وكذلك يحق لي أن أنقلب وأثور على استمرائكم هضم حقوقي واستعبادي والنظر إلي من أبراجكم الورقية وكأني ما خُلقت إلا لمتعتكم المبتذلة وعبوديتكم الظلامية! رافعة صوتي منددة بحكم الجاهلية الأخيرة رافضة عبودية لغير الإله الواحد الأحد! فأنا الموؤدة سابقاً على أيديكم والمكرمة سابقاً ولاحقاً بأمر ربي وعلى لسان نبيي المصطفى محمد ( ص ) ونوح وإبراهيم وموسي وعيسى والانبياء أجمعين – عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم – لن أعود لزريبتك أيها الظالم المستبد وعليه إرفع يدك عني…. وإلا ؟!!!

 وتذكرن معاشر النساء قوله تعالى:” وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا “. فسلام علينا معاشر النساء يوم ولدتنا أمهاتنا ويوم نموت ويوم نبعث أحياء ” ولكل نساء الأرض المؤمنات الصالحات أوجه ندائي: ارفعن هامتكن فخراً واعتزازاً “وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ “. وقلن رب:” وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا “. وتوكلن على الحي القيوم العدل ووجهن أصابع التحذير وقلن بكل ثقة محصنين أنفسكن بالله وبنصره: إرفع يدك عني… وإلا ؟!!!!

الكاتب الأستاذة أم عزيز (سلوى الشيخ علي)

الأستاذة أم عزيز (سلوى الشيخ علي)

مواضيع متعلقة