إضاءات في دعاء السمات

img

إن من يقرأ دعاء السمات يوم الجمعة  سيجد بعض العبارات الغامضة التي وردت بين سطوره وهناك من أشار إلى بعض مفرداته الغامضة مثل ابن طاووس في كتابه جمال الأسبوع والشيخ الكفعمي في كتاب مستقل اسمه ( صفوة الصفات في شرح دعاء السمات) . 

ومن هذه العبارات قوله ( فوق إحساس الكروبيين) فمن هم الكروبيين ؟

الكربييون: هم خلق من الملائكة وجبرئيل هو رأس الكروبيين والكروبيين هم سادة الملائكة والمقربون وأصل هذه التسمية من ” كَرُبَ “أي ” قَرُبَ”, وكربت الشمس أي قربت للمغيب والمراد من “إحساس الكروبيين” أصوات الكروبيين, والحس والحسيس هو الصوت الخفي , والمعنى هو ان كلام الله جل جلاله اعلى من كل شيء , وفوق كل شيء لأنه فوق أصوات الكروبيين.

قال العلامة المجلسي: ويمكن أن يكون المراد ب” فوق إحساس الكروبيين” أن المكان الذي حدث فيه ذلك الصوت ت كان فوق أمكنتهم أو كان ذلك الصوت أخفى من أصواتهم فالمراد فوقها الخفاء كما قيل في قوله تعالى سبحانه{بعوضة فما فوقها} .

قوله ” بربوات المقدسين :الربوة بحسب التوراة والإنجيل :الكثير فالربوات هم الجماعات الكثيرة من القدسيين الآتين مع قدوسهم الذي تلألأ في فاران وجاء في قاموس  الربوة بالكسر : الفيروز بادي عشرة آلاف درهم… والربوة : الجماعة.

قوله”وانزجر لها العمق الأكبر” :انزجر أي خضع . والعمق الأكبر إشارة إلى عالم الإمكان وهو أول مخلوق وهو الاسم الأعظم وليس المقصود من الاسم الأعظم لفظ أو معنى وصورة ذهنية لشيء ما بل المقصود الوجود العيني الخارجي للفظ الاسم الأعظم , كما لو تصورت صورة الماء أو لفظت بلفظ الماء أو شربت الماء فإن لفظ الماء وصورته الذهنية لا يغنيان عن شرب الماء فكذلك الاسم الأعظم يكون التأثير لوجوده العيني والخارجي وليس للفظه ولا لصورته الذهنية فانزجار العمق الأكبر خضوع عالم الإمكان الذي أوجده له تعالى.

الكاتب حميدة الهاشم

حميدة الهاشم

مواضيع متعلقة