باب التوبة مفتوح حتى النفس الأخير

img

إن باب التوبة مفتوح أمام الإنسان حتى النفس الأخير من حياته وجاء في أصول الكافي حديث عن رسول الله| أنّه قال: «من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم قال: إن السنة لكثيرة، من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته، ثم قال: إن الشهر لكثير. من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال: إن الجمعة لكثير، من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال: إن يوماً لكثير، من مات قبل أن يعاين قبل الله توبته».

احتمل العلامة المجلسي رضوان الله تعالى عليه أن يكون المراد من هذا الحديث بيان مراتب التوبة من حيث القبول والكمال، لأن التوبة الكاملة تجلو القلب من كدورة الذنوب والمعاصي. ويجب بعد التوبة وبعد زوال الرين عن القلب المبادرة إلى إصلاح النفس. فبعد غسل القلب بالمساحيق والمنظفات يلجأ حينها إلى التضرع والحسنات ليزيده بياضاً ونقاء، وهذا غالباً لا يتحقق في اقل من سنة، وإلا لا يكون في أقل من الشهر، وإلّا فلا يكون دون الأسبوع.

الإنسان كالغزال الذي لم يرمه الصياد بعد، ولاأمل له في اصطياده، ولكنه ما إن يصوب إليه سهمه ويجرحه حتى يزداد أمله في إمساكه، ويبقى يتابعه حتى يمسكه. والإنسان ما دام لم يذنب، فلا أمل للشيطان في إغوائه، ولكنه إذا ارتكب ذنباً واحداً ولم يتب، يعظم أمل الشيطان ويبقى يسايره حتى يغويه ويوقعه في المعصية، ويشحن قلبه يأساً من رحمة الله ويجرئه على المعصية، إلّا إن الإنسان مهما ارتكب من الذنوب والمعاصي لا ينبي له اليأس من رحمة الله حتى لحظة الموت.

لكن هذا لا يعني أنّه يعصي ثم يقول: لازال أمامي متسع من الوقت. لأننا لا نعلم متى نموت. في عمر الشباب أم عند الشيخوخة، صغاراً أم كباراً، وفي أية ساعة نموت وعلى أية حالة.

إذن تجب علينا المبادرة إلى التوبة قبل حلول الموت.

الكاتب ــ ــ

ــ ــ

مواضيع متعلقة