ذِكْرَى شهادة الإمام الحسن المجتبى

img

حسين آل إسماعيل

بِمناسبة ذِكْرَى استشهاد الإمام الحسن المجتبى سبط رسول الله| نتحدث في جانبين وهما ما يلي:

١) ما هي حقوق الخادم والخادمة المنزلية؟

٢) كيف يتعامل الإمام الحسن مع خدامِّه؟

للخادم والخادمة حقوق حدَّدها الشَّرع الشريف وبيَّنتها الأحاديث الواردة عن النبي الأعظم| والروايات الواردة عن أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهي ما يلي:

١) أنْ تُعطَى أجرتها كاملة في زمنها المحدَّد دون تأخير: فهناك مَنْ يمنع الخادمة حقها أو ينقص من أجرتها أو يؤخره لفترة فتظل تكدح ليل نهار دون أجر، ولهذا العمل آثار سيئة وهي ما يلي:

أ) يُحبِط العمل: رُوِيَ في كتاب مَن، لا يحضره الفقيه ٤/١٢ للشيخ الصدوق عن النبي الأعظم| أنه قال: «مَنْ ظلم أجيراً أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة».

ب) أنَّه مِن أقذر الذنوب: رُوِيَ في كتاب مكارم الأخلاق ١ / ٥٠٦ / ١٧٥٢ عن أبي عبد الله الصادق× أنه قال: «أقذرُالذنوب ثلاثة: قَتْلُ البهيمة، وحَبْسُ مهر المرأة ، ومَنْعُ الأجير أجره».

ج) أنَّه مِن الكبائر: رُوِيَ في كتاب ميزان الحكمة ١ للريشهري عن النبي الأعظم| أنه قال: «ظُلمُ الأجير أجره من الكبائر».

د) أنَّ مانع الأجرة ملعون: رُوِيَ في كتاب ميزان الحكمة ١ للريشهري عن النبي الأعظم| أنه قال: «ألا مَنْ ظلم أجيراً أجره فلعنة الله عليه».

٢) أنْ تتعامل مع الأجير كأخ وإنسان: جاء في رسالة الحقوق ص٥٣٩ للإمام زين العابدين× أنه قال: «وحقُّ مملوكك أنْ تعلم أنه خَلْقُ ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك».

رأى معرور بن سويد أبا ذر الغفاري بالربذة وعليه حلة وعلى خادمه مثلها فسأل أبا ذر عن ذلك فقال: إني ساببت رجلا فشكاني إلى النبي| فقال النبي: «أعيَّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية» ثم قال: «إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس».

وجاء في شرح رسالة الحقوق للسيد حسن القبانجي ج١ ص٤٥: أعطى أمير المؤمنين× غلامه دراهم ليشتري ثوبين متفاوتي القيمة فلما أحضرهما أعطاه أحودهما وقال له: «لأنك شاب تميل نفسك للتجمل، أما أنا فيكفيني هذا».

٣) أنْ لا تكلف الخادم فوق طاقته: رُوِيَ في عن النبي الأعظم| أنه قال: «لا تكلفوهم ما يغلبهم فإنْ كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم».

٤) معاملتهم باللين والرفق: فتغفر زلته كما قال الله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

ولنتعلم من سيرة أبي محمد الحسن المجتبى صلوات الله وسلامه عليه في معاملته مع خدامه:

١) يُغضي عن إساءة الخادم ويقابلها بالإحسان: رُوِيَ في كتاب قبس من نور الإمام المجتبى ص١٨٠ قال: كانت عنده شاة فوجدها يومًا قد كُسِرَت رجلها فقال لغلامه: «مَنْ فعل هذا بها؟» قال: أنا فقال له: «لِمَ ذلك؟» قال: لأجلب لك الهم والغم. فتبسم الإمام الحسن× وقال: «لأَسُرَّنك فأعتقه وأجزل له العطاء».

٢) يقابل الإحسان من الخادمة بما هو أكبر: رُوِيَ في كتاب قبس من نور المجتبى ص١٨١ قال: أن جارية حيته بطاقة من ريحان فقال لها: «أنتِ حُرَّة لوجه الله» فلامه وعاتبه أنس بن مالك مولى رسول الله| على ذلك فأجابه الإمام الحسن×: «أدَّبنا الله فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا﴾ وكان أحسن منها إعتاقها».

لقد أفلح أبو محمد الحسن المحتبى× في إخصاب الأرض الجدبة بمعالم الإسلام وسقيها باستمرار بعدما حاول معاوية قلع جذور الأخلاق منها.

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة