فَضْلُ صيام يوم عرفة في الروايات

img

حسين آل إسماعيل

ما هو فضل صوم يوم عرفة في الأخبار المرويَّة؟

أمَّا عن فَضْل صيام يوم عرفة فأنقل ما ورد في كتاب إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس الحسني ج٢ ص٥٩ كما يلي:

فصل ١٦ فيما نذكره من فضل صوم يوم عرفة، والخلاف في ذلك:

١) رويتُ بإسنادى إلى أبى جعفر بن بابويه فيما رواه في كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه ج٢ ص٨٧، وقد ذكر في خطبة الكتاب كلما تضمنه فإنَّه نقله مِن الأصول الصحيحة المعتمد عليها عن الأئمة^، فقال: «وفي تسعة من ذي الحجة أُنزِلَتْ توبة داود×، فَمنْ صام ذلك اليوم كان كفارة تسعين سنة».

قال السيد ابن طاووس+: «والأخبار في فضل صومه متظاهرة، وإنما نذكر بعض ما رُوِيَ في خلاف ذلك وما يحضرنا مِن تأويلات حاضرة. فروينا بعِدَّة أسانيد ففي كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه ج٢ ص٨٧، علل الشرائع ٣٨٦، عنهما في الوسائل ج١٠ ص٤٦٧ إلى مولانا الصادق صلوات الله عليه قال: «أوصى رسول الله| إلى عليٍّ× وحده، وأوصى عليٌّ× إلى الحسن والحسين جميعاً، وكان الحسن إمامه، فدخل رجلٌ يوم عرفة على الحسن× وهو يتغذَّى والحسين× صائم، ثم جاء بعدما قُبِضَ الحسن× فدخل على الحسين× يومَ عرفة وهو يتغذَّى وعليُّ بن الحسين× صائم فقال له الرجل: إني دخلتُ على الحسن يتغذَّى وأنت صائم، ثم دخلتُ عليك وأنت مُفطِر؟ فقال×: «إنَّ الحسن× كان إماماً فافطر لئلا يُتَّخَذ صومه سُنَّة ويتأسَّى به الناس، فلمَّا أنْ قُبِضَ كنتُ أنا الإمام فاردتُ أنْ لا يُتَّخَذ صومي سُنَّة فيتأسَّى الناسُ بي»».

قال السيد ابن طاووس+: «ولعل سبب كراهية صوم عرفة إذا كان الذى يصومه يُضعفه عن استيفاء الدعاء، أو يكون هلاله مشكوكًا فيه، فتخاف أنْ يكون يوم عرفة عيد الأضحى. وقد روينا ذلك بعدة طرق إلى أبي جعفر بن بابويه من كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه».

٢) رُوِي في كتاب مَنْ لا يحضره الفقيه ج٢ ص٨٨، علل الشرائع ٣٨٥، رواه الشيخ الطوسي في التهذيب ج٤ ص٢٩٩، وفي الاستبصار ج٢ ص١٣٣، والمفيد في المقنعة ص٦٠، عنهم الوسائل ١٠ ص٤٦٥ عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر× قال: سألته عن صوم عرفة فقلت: أنهم يزعمون أنَّه يعدل صيام سَنَة؟ قال: «كان أبي× لا يصومه»، قُلتُ: ولِمَ ذاك جُعِلتُ فِداك؟ قال×: «إنَّ يوم عرفة يوم دعاء ومسألة فأتخوَّف أنْ يُضعفني عن الدعاء وأكرهُ أنْ أصومه أتخوَّف أنْ يكونَ يوم عرفة يوم أضحى وليس بيوم صوم».

قال السيد ابن طاووس+: «فإنْ كان هلال الشهر مِن ذى الحجة مُحققّاً، والذى يُريد صوم عرفة لا يُضعفه الصوم عن شئ مِن عمل ذلك اليوم، فالظاهر أنَّ الصوم له أفضل. روى الشيخ في التهذيب ج٤ ص٢٩٨، الاستبصار  ج٢ ص١٣٣، عنهما الوسائل ج١٠ ص٤٦٥ ذلك عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي الحسن× قال: «صوم يوم عرفة يعدل صوم السَّنة»، وقال: «لم يصمه الحسن وصامه الحسين’».

قال السيد ابن طاووس+: «ومِن أبْلَغ ما رويتُ في تَرْكِ صوم يوم عرفة بإسنادي إلى محمد بن يعقوب الكليني في الكافي ج٤ ص١٤٦ وسائل الشيعة ج٤ ص٤٦٤ بإسناده إلى محمد بن بشير قال: سمعتُ أبا جعفر× يقول: «أنَّ رسول الله| لم يَصْمْ يوم عرفة منذُ نزل صيام شهر رمضان».

٣) ومن ذلك بإسنادى إلى محمد بن يعقوب الكليني أيضاً بإسناده في كتاب الكافي ج٤ ص١٦٤، رواه الشيخ في التهذيب ج٤ ص٣٠١، الاستبصار ج٤ ص١٣٤، عنهما وسائل الشيعة ج١ ص٤٦١ إلى زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله’ قالا: «لا تصومنَّ يوم عاشوراء ولا عرفة، بمكَّة ولا بالمدينة، ولا في وطنك، ولا في مِصر مِن الأمصار».

قال السيد ابن طاووس+: «لعلَّ قد كانا’ يعرفان مِن زرارة أنَّ الصوم في يوم عرفة يُضعفه عن الدعاء والمسألة في ذلك اليوم المذكور، وعمَّا هو أهمّ مِن وظائف ذلك اليوم المشكور».

الكاتب حسين آل إسماعيل

حسين آل إسماعيل

مواضيع متعلقة