شعراء القطيف (المرهون)

img

{96} الخطيب الملاّ راضي الراضي

المتولّد سنة (1350) ه

هو الخطيب الملاّ راضي ابن المرحوم الحاج علي آل راضي، المتولّد بالتاريخ المذكور في بلاد آبائه وأجداده «اُم الحمام»، بالحاء المهملة. وقد تكرر ذكرها في كتابنا بمناسبة ذكر شعرائها الأماثل، ومن بينهم الملاّ راضي المشار إليه؛ فقد كان على جانب كبير من الهمّة والإقدام، والذكاء والفطنة، وجودة الحفظ. تلقّى قراءته وكتابته وخطابته على أيدي أماثل معلّمي أهل بلاده، وفي سن مبكر استقلّ بنفسه، فكان معلّماً للقرآن والكتابة، خطيباً على أحسن ما يرام، وشاعراً باللغة الشعبيّة أكثر منه باللغة العربيّة. وقد أرسل إليّ بثلاث قصائد انتخبت منها هذه، فإليكها بعد إصلاحها في المولد العلوي. وقبل أن اُقدمها أعتذر إليه من وضعها في غير محلّها اشتباهاً:

المولد العلوي

صوت العدالة بالبشرى يحيّينا *** من داخل الكعبة الغرّا ينادينا

نادت جميع الورى والناس في فرح *** يغرّدون لقد تمّت أمانينا

بمولد المرتضى الكراّر سيد من *** في الكائنات وحامي الحقّ والينا

ياليلة قد سمت عزّاً ومفخرة *** على الليالي بها طابت ليالينا

ياليلة فضلها عمّ الوجود فلا *** يخفى على أحد حتّى المعادينا

في بيت خالقنا قد كان مولده *** بالفضل قد خصّه بين الملايينا

في ليلة ظهرت آياتها علناً *** لحامل الراية العظمى تحيينا

واسترّ للدين ثغر يوم مولده *** هبّ النسيم فما أحلى الرياحينا

في ليلة عبقت من طيب مولده *** وبشّر الروح فيه اليوم ياسينا

والدين قد عقد الآمال مبتهجاً *** والشرك خاب وأهلوه المعادونا

صدقت آماله في نصره أبداً *** بنصرك المصطفى من شيد الدينا

أنت الإمام أمير المؤمنين ومن *** أردى العساكر في اُحد وصفينا

وقبلها يوم بدر كنت فارسها *** من جدّل الشوس فيها والفراعينا

ويوم خيبر من أردى لمرحبها *** قد حاولوا خوف سيف اللّه تحصينا

لكن أبى اللّه إلاّ أن يفرّقهم *** على يدي خير من خاض الميادينا

أبا الميامين كشّاف الكروب ومن *** عاد العداة لما يأتيه باكينا

اضرب بصارمك البتّار غارب من *** أضحوا لدين نبي الله قالينا

متى نرى نجلك المهدي يفعل ما *** قد كنت تعمله في عصر ماضينا

عساه يحيي من الإسلام شرعته *** ويمحق الباطل الملعون لينينا

لتنشر العدل في الأرض التي ملئت *** جوراً طغى شرّه قد عمّت الصينا

الكاتب ----

----

مواضيع متعلقة